أسلــحة للجيوش الكبرى لم تُكشف للعالم بعد !
يكشف الباحثون إنه في سباق التسلح والتقدم العسكري بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، فمن المرجح بشدة وجود أسلحة وتقنيات قيد التطوير تظل سرية وغير معلنة للجمهور، مثل تكنولوجيا التخفي المتقدمة والتي تشمل طائرات التخفي والغواصات وحتى المركبات البرية التي تم تصميمها لتفادي الكشف بواسطة الرادارات وغيرها من الأجهزة الاستشعارية.
وهناك الأسلحة الموجهة بالطاقة مثل أسلحة الليزر وأنظمة الميكروويف العالية القدرة التي تم تصميمها لاستهداف دقيق والدفاع ضد الصواريخ، وهناك الأسلحة فائقة السرعة ومنها صواريخ ومركبات تحليق قادرة على السفر بسرعات تتجاوز “ماخ-5” التي يصعب اعتراضها.
ودخلت أنواع من الأسلحة السيبرانية وخطط وإستراتيجيات الهجمات السيبرانية في الحرب الإلكترونية الدائرة بين الدول الكبرى المتنازعة، وتبقى أسلحة الدفاع البيولوجي والكيماوي الأكثر سرية، إذ إن هذه الأنواع من الأسلحة تطور داخل غرف المختبرات، ويقال إنه يمكن إنتاج مئات الأسلحة من الفيروسات والغازات السامة، وقد تراجع إنتاج مثل هذا النوع من الأسلحة بسبب المعاهدات والاتفاقات الدولية التي أبرمتها الدول الكبرى في ما بينها، ومنعت استخدام مثل هذا النوع من الأسلحة.
وغالباً ما تخفي الحكومات ووزارات الدفاع ومصانع الأسلحة ما تعمل عليه من نماذج وأسلحة، نظراً إلى أهميتها الإستراتيجية وتأثير نشر مثل هذه المعلومات على الأمن القومي.
وتهدف تلك السرية أيضاً إلى الحفاظ على التفوق على الخصوم، ولحماية التقدم التكنولوجي من الوقوع في أيد خاطئة.
فما هي أبرز هذه الأسلحة ؟!
غواصة “مانتا راي”
فضحت صور الأقمار الإصطناعية الأخيرة المرئية على خرائط غوغل سلاحاً أمريكياً سرياً. وفي التفاصيل، رصدت الأقمار غواصة سرية مسيّرة تابعة للبحرية الأميركية، يطلق عليها اسم “مانتا راي”، راسية بقاعدة بورت هوينيم البحرية في كاليفورنيا.
وتعد المركبة المائية غير المأهولة عالية التقنية، وطورتها شركة “نورثروب غرومان”، جزءاً من مشروع بحري متطور يهدف لإنشاء فئة جديدة من الآليات المسيّرة تحت الماء قادرة على تنفيذ مهام طويلة الأمد دون تدخل بشري، وفق مجلة “نيوزويك”.
وتقول “نورثروب غرومان”، وهي تكتل للصناعات الجوية والعسكرية، إن “مانتا راي” تعمل بشكل مستقل، ما يلغي الحاجة إلى أي لوجستيات بشرية في الموقع. كما تتميز بقدرات توفير الطاقة التي تسمح لها بالرسو في قاع البحر و”السبات” في حالة انخفاض الطاقة.
كذلك يسهل تصميم “شيطان البحر” الشحن السهل، ما يتيح النشر الاستكشافي السريع والتجميع الميداني في أي مكان بالعالم.
تابعونا عبر فيسبوك
الصحون الطائرة واللعب بالدماغ
في أواخر عام 2012 رفعت القوات الجوية الأميركية السرية عن مجموعة من الوثائق، بما في ذلك سجلات برنامج سري لبناء طائرة من نوع الصحن الطائر مصممة لإسقاط القاذفات السوفياتية، وبدأ البرنامج المسمى (Project-1794) خلال خمسينيات القرن الـ20، وكُلف فريق من المهندسين ببناء مركبة على شكل قرص قادرة على السفر بسرعات تفوق سرعة الصوت وعلى ارتفاعات عالية، وتكشف الوثائق عن خطط للوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 4 ماخ، أي أربعة أضعاف سرعة الصوت، والوصول إلى ارتفاع 100 ألف قدم، لكن المشروع ألغي في ديسمبر (كانون الأول) 1961 بعد أن بينت الاختبارات أن تصميم الصحن الطائر كان غير مستقر من الناحية الديناميكية الهوائية، وهو غير قابل للسيطرة عليه في السرعات العالية.
وفي ستينيات القرن الـ20 أطلق الجيش الأمريكي برنامجاً سرياً لبناء مواقع إطلاق الصواريخ النووية المتنقلة تحت الغطاء الجليدي في غرينلاند، وأطلق على العملية اسم “مشروع “Iceworm وكان الهدف هو نشر سري لصواريخ متوسطة المدى قريبة بما يكفي لضرب أهداف داخل الاتحاد السوفياتي.
وبنى المهندسون شبكة من المباني والأنفاق تحت الأرض، بما في ذلك أماكن المعيشة والمطبخ وقاعات الترفيه والمستوصف والمختبرات وغرف الإمداد ومركز الاتصالات ومحطة الطاقة النووية، وظلت القاعدة سرية عن الحكومة الدنماركية سبعة أعوام، لكن البرنامج ألغي عام 1966.
القاعدة 51 وأسرارها المحمية بشدة
المنطقة (51) التي لم يحظ أي موقع آخر تقريباً بالقدر نفسه من الاهتمام الذي حظيت به، سواء من أصحاب نظريات المؤامرة أو من المهووسين بالأجسام الطائرة المجهولة والكائنات الفضائية التي يقولون إن بعضها يعيش في القاعدة، وهي منطقة صحراوية نائية تقع قرب بحيرة غروم في نيفادا، إذ أثارت السرية الشديدة المحيطة بالقاعدة خيال المهووسين بالأسرار المخفية حول العلوم التي يتلقاها البشر من كائنات فضائية، وفي يوليو (تموز) 2013 أقرت وثائق رفعت عنها السرية من وكالة الاستخبارات المركزية بوجود المنطقة (51) للمرة الأولى، وأكدت أن الموقع السري للغاية كان يستخدم لاختبار مجموعة متنوعة من طائرات التجسس والاستطلاع، مع العلم أن القاعدة العسكرية نفسها لم يتم إعلانها قاعدة سرية، إلا أن الأبحاث والأنشطة التي أجريت هناك كانت من أكثر الأسرار حراسة.
وتضمن البرنامج الملقب بـ Acoustic Kitty زرع معدات تجسس إلكترونية في القطط الحية بعد تدريبها على التنصت، ويظهر تقرير من عام 1967 أن وكالة الاستخبارات المركزية أنفقت ملايين الدولارات في محاولة لتدريب القطط للتجسس على الاتحاد السوفياتي.
وفي عام 1988 أسقطت سفينة حربية أمريكية في الخليج طائرة مدنية إيرانية كانت في طريقها إلى دبي، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 290 راكباً، ووقتها اعتقد أفراد البحرية بشكل غير صحيح أن الطائرة المدنية مقاتلة إيرانية.
وكانت مقاطع الفيديو الخاصة بالبحرية الأميركية لمشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة متاحة، ولكن لم يتم رفع السرية عنها رسمياً، وتم تسريب مقاطع فيديو تابعة للبحرية الأميركية لمشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة إلى وسائل الإعلام قبل رفع السرية عنها بصورة رسمية.
الصين والهند
ظهر سلاح صيني يحمل اسم DF-17 HGV للمرة الأولى أثناء عرض عسكري أقيم في العاصمة الصينية بكين أواخر عام 2019 يستخدم لتعزيز قوة الصواريخ الباليستية لمهاجمة والوصول إلى هدف معين، وتم تركيب DF-17s في العرض العسكري على قاذفة ذات عجلات مما يجعل النظام متنقلاً مثل كثير من ترسانة الصواريخ الباليستية لجيش “التحرير الشعبي الصيني”، وكان مسؤولو الـ “بنتاغون” يشتبهون منذ فترة طويلة بتطوير الصين صاروخاً باليستياً يطلق من الجو، على رغم أن التفاصيل المحددة لم تكن معروفة حتى ظهور الفيديو.
كما زعمت الـ “بنتاغون” أن الصين أجرت اختبارات عدة لمدافع السكك الحديد على الأرض، وتستخدم هذه القوى الكهرومغناطيسية لإطلاق مقذوفات عالية السرعة من طريق السكك الحديد.
كما طورت الصين أسلحة تعمل بالطاقة الموجهة، إذ نشرت وسائل الإعلام الحكومية والشركات المصنعة صوراً ومقاطع فيديو لأنظمة الليزر المحمولة باليد والمحمولة على المركبات، وتقدم الصغيرة منها بأنها سلاح للسيطرة على الحشود، على رغم أنه يمكن لهذا الليزر أن يحرق الجلد والأنسجة البشرية ويمزقها على الفور.
أسعار الأسلحة الفردية والعسكرية العامة
يتراوح سعر بندقية M16 الأميركية ما بين 700 و1000 دولار للوحدة، وتبلغ كلفة كل طلقة بضعة سنتات للرصاص الصغير العيار إلى آلاف عدة من الدولارات للقذائف المدفعية الكبيرة، أما الصواريخ قصيرة المدى فتكلف ما بين عشرات ومئات آلاف الدولارات لكل منها، وعلى سبيل المثال تبلغ كلفة صاروخ “جافلين” المضاد للدبابات نحو 175 ألف دولار للصاروخ الواحد، وتبلغ أسعار الصواريخ البالستية العابرة للقارات عشرات الملايين من الدولارات لكل واحد منها، كما تبلغ كلفة صاروخ “ترايدنت” 65 مليون دولار.
أما الدبابات فتتراوح كلفتها بين 3 ملايين و10 ملايين دولار لكل وحدة، مثل دبابة M1 Abrams الأميركية التي تكلف ما يقارب 9 ملايين دولار، وتبلغ أسعار الطائرات المقاتلة المتقدمة مثل F-35 أكثر من 100 مليون دولار للطائرة الواحدة، ويمكن أن تتراوح كلفة مروحية “أباتشي” ما بين 20 و30 مليون دولار لكل واحدة، أما المدمرات والفرقاطات فيمكن أن تكلف مئات ملايين الدولارات.
وتعتبر حاملات الطائرات من بين الأغلى ثمناً في الأدوات العسكرية للجيوش الكبرى، ويبلغ سعر الواحدة منها 10 مليارات دولار أو أكثر.
شاهد أيضاً: الإصلاحي يرأس إيران.. ماذا قال بيزشكيان عقب فوزه بالرئاسة ؟!