آخر الاخباررئيسيمحليات

تحويل الدّعم في سوريّا إلى نقديّ.. لمصلحة من ؟!

قال الدكتور في كلية الاقتصاد “غسان إبراهيم”، معلّقاً على قرار الحكومة السورية بتحويل الدعم من سلعي إلى نقدي، إن الدعم الحقيقي والفعلي يكون للسلع وليس للمستهلك، استناداً على تجارب دول العالم الغنية منها قبل الفقيرة، على عكس الفكرة التي راجت لدى مجموعة كبيرة من الخبراء، أنه بسبب إشكاليات الدعم السلعي انتقلنا إلى النقدي.

وعارض إبراهيم هذه الخطوة، لأن تحويل الدعم السلعي إلى نقدي يتعلق بكمية النقود، ولو كانت للنقود قيمة منفصلة عن كمية السلع أو ما يعرف بقانون “العرض الكلي”، أو “حجم وكتلة الإنتاج”، لكانت الخطوة جيّدة وفعّالة، ولكن منشئ النقود من البضائع، وبالتالي، قيمتها متناسبة طرداً مع قيمة السلع، أيّ، إذا ارتفعت قيمة السلع ترتفع قيمة النقود وبالعكس.

واعتبر أنه في ظل السوق المشوّهة غير القائمة على المنافسة والحرية الاقتصادية، تحويل الدعم السلعي إلى نقدي سيكون له تداعيات كبيرة جداً، على صعيد المستهلك.

وأضاف: “قد تتخلص الدولة من الخسائر الناجمة عن الدعم السلعي القائم حالياً، كما تقول في حُججها، وبالتالي، من الممكن أن تُطفئ الخسائر في حال تحولت إلى النقدي، أو ألّا تخسر، لكن المشكلة فيمن يحصل على الدعم النقدي، وبالمبلغ الذي ستخصصه الحكومة، لأن ارتفاع الأسعار سيقضي على المبلغ”.

تابعونا عبر فيسبوك

واقترح بدوره، أن تقدم إلى المواطن 3 سلال غذائية على مدار الشهر، كل 10 أيام سلّة، تكون كتلتها ثابتة في حال ارتفعت الأسعار، ولا تجرّ إلى تداعيات سلبيّة، في حال تم تحويله إلى نقدي، أو أن يبقى الدعم كما هو، وأن يتم تحريك الرواتب والأجور بناءً على معدلات التضخم السائدة، مشدداً على أنه يوجد أكثر من حل لمسألة الدعم، إلّا هذا الحل، والذي ستكون آثاره سلبية وكبيرة جداً.

كما أشار إلى أن الدعم السلعي موجود في الدول الغنية قبل الفقيرة، وهي في حالة استقرار اقتصادي، على مدى أكثر من نصف قرن، مثل الدول الأوروبية.

لهذا يجب أن يرتبط تحويل الدعم السلعي إلى نقدي، بمعدل التضخم في كل شهر أو أسبوع، وهو صعب على أيّ دولة أن تلاحقه.

وختم حديثه قائلاً ” قد تتخلص الدولة من أعباء الدعم السلعي، ولكن إذا تم تحويله إلى نقدي لن يستفيد المواطن كما هو مرجوّ، وكأن هناك مصلحة للحكومة ومصلحة للشعب، وهذا لا يجوز لأن هناك مصلحة عامّة واحدة، ويجب أن تكون كل الإجراءات التي تتخذها الحكومة سواء كانت اقتصادية أو غيرها، في صالح المواطن، وليس في صالح الحكومة”.

شاهد أيضاً: كيف أثّرت موجة الحرّ على الخضار والفواكه.. وما وضع الصادرات السورية ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى