آخر الاخباررئيسيسياسة

سوريا.. سنوات العَمار والدّمار

كانت تخطو بثقة نحو التنمية الشاملة عام 2010، وتسير على أرضية صلبة لإنجاز خططها الاقتصادية في 2011، قبل أن تبدأ أحداث مأساوية وتجرّ اقتصادها نحو الانهيار!.

عام 2010.. كان متوسط الأجر الشهري في سوريا يتجاوز الـ250 دولار، وإنتاج الأغذية والأدوية والألبسة يغطي نحو 85 % من حاجة البلاد، ويصدر الفائض إلى أكثر من 60 دولة.

كان إنتاج النفط والغاز والقمح يزيد عن حاجة السوق.

تجاوز إنتاج النفط 400 ألف برميل يومياً، ووصل إنتاج الغاز إلى أكثر من 28 مليون متر مكعب يومياً.. بينما تجاوز إنتاج القمح 4 ملايين طن سنوياً.

التعليم والطبابة كانت متوفرة بأسعار رمزية أو دون مقابل حتى.. وعدد السياح وصل إلى 8 ملايين.

عدد المشاريع الاستثمارية ارتفع إلى 385 مشروعاً، وكان لقطاع الصناعة الحصة الأكبر بأكثر من 200 مشروع.

مركز «فيريل» للدراسات في برلين أفاد بأنه قبل عام 2011 شكلت الطبقة الوسطى أكثر من 60 % من المجتمع السوري.

السوريون اقتنوا نحو 450 ألف سيارة بين عامي 2005 و 2010.

لكن ما حدث بعد أحداث 2011 صادم!

تابعونا عبر فيسبوك

سقطت الطبقة الوسطى في هوة الفقر، ولم تعد تشكل في عام 2016 إلا نسبة 9.4 %.. ثم اختفت هذه الطبقة في السنوات اللاحقة للحرب!.

سعر الدولار مقابل الليرة ارتفع 230 ضعفاً.. والدخل الشهري وصل إلى 30 دولار في أحسن الأحوال.. والسلع الأساسية أصبحت نادرة!.

خسائر الاقتصاد السوري منذ العام 2011 وحتى نهاية 2013 فقط، بلغت نحو 144 مليار دولار، أي إن هذه الخسائر تعادل نحو 3 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي السوري لعام 2010.

وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين قالت حينها إن اقتصاد سوريا سيستغرق نحو 30 عاماً للعودة إلى المستوى الذي كان عليه في العام 2010.. فكم سيستغرق بعد 13 عاماً من الحرب والعقوبات!.

الحرب الطاحنة التي استمرت لـ13 سنة، رافقتها عقوبات غربية شديدة، وخروج ثروات سوريا الأساسية عن سيطرة الحكومة.

أكثر من ثلثي موارد البلاد استُنزفت أو دمرت.. وفي حلب لوحدها تم تدمير 18 مدينة صناعية من أصل 20!.

اليوم سوريا على أعتاب الحل السياسي، مع تحوّل عدة دول في المنطقة كانت تناصبها العداء إلى دول صديقة، بينما يفاوضها خصوم آخرون لإعادة العلاقات.

يبني السوريون آمالهم على أن الحل السياسي سيقود إلى حل اقتصادي، عماده إعادة الإعمار واستعادة الحكومة السيطرة على موارد البلاد، ليعيدوا بناء ما دمرته الحرب.. فهل تعود سوريا كما كانت؟ وكم سيستغرق ذلك من وقت؟.

شاهد أيضاً: دولة خليجيّة ستفتتح سفارتها في دمشق قريباً.. ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى