موقع بريطاني: هل ستنهار الإمبراطورية الأمريكية لدعمها نتنياهو ؟!
يصبح انهيار الإمبراطورية حتمياً بمجرد أن يفقد حكامها كل إحساس بمدى عبثية وفظاعة ما أصبحوا عليه، ولا يوجد الآن بلد واحد في العالم سوى الولايات المتحدة، تصفق الغالبية العظمى من ممثليه المنتخبين بحرارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خضم مذبحة يرتكبها جيشه في قطاع غزة.
جوناثان كوك _ ميدل إيست آي
هذا ما شدد عليه تقرير “جوناثان كوك” بموقع ميدل إيست آي البريطاني، مستغرباً أن يُستقبل نتنياهو -الذي أشرف خلال الأشهر العشرة الماضية على مذبحة قضى فيها نحو 40 ألف فلسطيني نصفهم تقريباً من النساء والأطفال- بالترحيب في الكونغرس الأمريكي باعتباره بطلاً.
وأضاف أن نتنياهو هذا هو الذي دمر موطن نحو 2.3 مليون فلسطيني، وقد يستغرق إعادة إعماره 80 عاماً بتكلفة لا تقل عن 50 مليار دولار، وهو ذاته الذي دمر كل مستشفى وجامعة في غزة، وقصف كل مدارسها، والذي يسعى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى اعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
كما أنه هو نفسه الذي وجدت محكمة العدل الدولية أن حكومته كانت تعمل على تكثيف حكم الفصل العنصري، وتقف وراء ما وصفته المحكمة بأنه “إبادة جماعية”، ومع كل ذلك لم يكن هناك سوى محتج واحد مرئي في قاعة الكونغرس
مجرم ومذنب
جلست رشيدة طليب، المشرعة الأمريكية الوحيدة من أصل فلسطيني، صامتة ممسكة بلافتة سوداء صغيرة، كتب على أحد جانبيها: “مجرم حرب”، وعلى الجانب الآخر: “مذنب بالإبادة الجماعية”.
كان المشهد قاتماً، إذ بدا الأمر وكأنه ليس زيارة من زعيم أجنبي، بل كان بمثابة ترحيب بجنرال كبير مخضرم في مجلس الشيوخ بروما القديمة.
تابعونا عبر فيسبوك
وهكذا أصبح نتنياهو -كما يقول الموقع- الزعيم الأجنبي الأكثر تكريماً في تاريخ الولايات المتحدة، وهو الذي يظهر وكأن وحشيته من صنع أمريكا بالكامل، وكأنه كذلك تذكير بأن عالمنا -على الرغم من مزاعمنا الأنانية بالتقدم والإنسانية- لا يختلف كثيراً عن وضعه منذ آلاف السنين.
حرب هيمنة كاملة
وفوق ذلك كان استقبال نتنياهو -حسب الموقع- تذكيراً بأن هذه ليست “حربا” بين “إسرائيل” وحركة حماس، ناهيك عن كونها، كما يريد نتنياهو أن نصدق، معركة من أجل الحضارة بين العالم اليهودي المسيحي والعالم الإسلامي، بل هي مجرد حرب إمبريالية أميركية، وجزء من حملتها العسكرية من أجل “الهيمنة العالمية الكاملة”.
وبدا -كما يقول الكاتب- أن الإبادة الجماعية هي إبادة جماعية أمريكية بالكامل، مسلحة وممولة ومغطاة دبلوماسياً من قبل واشنطن، أو كما قال نتنياهو في لحظة من الصراحة غير المقصودة أمام الكونغرس: “أعداؤنا هم أعداؤكم، ومعركتنا هي معركتكم، ونصرنا سيكون نصركم”.
تابعونا عبر فيسبوك
كانت هناك لحظة صغيرة أخرى من الحقيقة غير المقصودة وسط فيض من الأكاذيب التي أطلقها نتنياهو، وذلك حين صرح بأن ما يحدث في غزة كان “تصادماً بين البربرية والحضارة”، ولم يكن مخطئاً، يوضح الكاتب.
وتابع أن نتنياهو لم يكن مخطئاً لأن همجية الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأمريكية المشتركة الحالية مستمرة ضد شعب غزة، وهي امتداد للحصار الإسرائيلي الدرامي للقطاع الذي دام 17 عاما، والذي سبقته عقود من الحكم العدواني في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
شاهد أيضاً: “بيان شديد اللهجة”.. الأزهر يدين “مشاهد الإساءة” في افتتاح أولمبياد باريس ؟!