فصائل الشمال السوري توترات تتصاعد وأطماع تتزايد ؟!
موجة من التوتر والاضطرابات شهدها شمال سوريا، خاصة المناطق التي تنتشر فيها الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة، بعد فترة من “الهدوء النسبي”، بالتزامن مع مساعي تركيا لإعادة العلاقات مع سوريا.
هذا التوتر تزايد في عدة مناطق، من بينها أقصى الشمال السوري حيث نظمت احتجاجات أمام سجن “الراعي” للمطالبة بالكشف عن مصير محتجزين، وفي مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي التي شهدت أعمال عنف أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
هذه الموجة الجديدة من الفوضى لم تكن موجهة بشكل رئيسي ضد تركيا كما في السابق، بل ضد الفصائل نفسها. وتشير مصادر ميدانية إلى أن الأسباب تتراوح بين استياء السكان من سيطرة هذه الفصائل وإجراءاتها الأمنية المكثفة، التي تأتي “تنفيذاً لأوامر تركية”، بحسب بعض المصادر، وبين الصراع على النفوذ بين تلك الفصائل، وفق مصادر أخرى.
تابعونا عبر فيسبوك
فعلى سبيل المثال، تعرض فصيل “أحرار الشرقية” المدعوم من تركيا لانتقادات بعد شنّه هجوماً على مدينة الباب، في ظل تنافس بين الفصائل للسيطرة على معبر “أبو الزندين”، الذي يُعتبر مصدر دخل كبير، مما دفع بعض الفصائل إلى محاولة الإبقاء على الوضع الراهن لاستمرار عمليات التهريب.
في الوقت نفسه، شهدت مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا انفجار شاحنة على المدخل الغربي للمدينة، مما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 20 شخصاً، وفقاً لمصادر ميدانية.
وتضاربت الأنباء حول سبب الانفجار، بين احتمالات أن الشاحنة كانت مفخخة أو أنها كانت محملة بالأسلحة والذخائر وانفجرت نتيجة حادث ما.
وفور وقوع الانفجار، ردت الفصائل بقصف مكثف على مواقع “قسد” في ريف حلب الشمالي، بينما استهدفت الطائرات المسيرة التركية مواقع أخرى في منطقة “جبل عبد العزيز” بالحسكة، في إطار حملة عسكرية متواصلة.
هذه التطورات تزامنت مع معارك عنيفة بين مسلحي “قسد” ومقاتلي العشائر في ريف دير الزور. وطلبت “قسد” دعماً من الولايات المتحدة، التي شنت غارات جوية على مواقع مقاتلي العشائر في محاولة لإنهاء الهجوم.
في إطار موازٍ، كثّف الجيش السوري هجماته بواسطة الطائرات المسيرة على مواقع “جهادية” في ريف إدلب، وذلك ضمن ما وصفه مصدر ميداني بعمليات نوعية تهدف إلى تدمير قدرات المسلحين.
وأضاف المصدر أن سلاح المدفعية استهدف أيضاً مواقع أخرى في منطقة النيرب بريف إدلب، مما أسفر عن مقتل أربعة مسلحين قرب قاعدة عسكرية تركية في الريف الشرقي لإدلب.
على الجانب السياسي، بدأت تركيا التحضير لإعادة إحياء مسار “اللجنة الدستورية” بعد زيارة المبعوث الروسي الخاص لسوريا، ألكسندر لافرنتييف، إلى أنقرة.
خلال هذه الزيارة، عقد لافرنتييف اجتماعات مع المسؤولين الأتراك، من بينهم نائب وزير الخارجية نوح يلماز، حيث نوقشت إمكانية إعادة تفعيل هذا المسار الأممي ونقل الاجتماعات إلى العاصمة العراقية بغداد.
وفي السياق ذاته، اجتمع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع وفد من “المعارضة السورية”، حيث أكد مجدداً “دعم تركيا للجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254″، في إشارة إلى مسار “اللجنة الدستورية”.
شاهد أيضاً : “مناهضة التطبيع”.. هل انتهى حلم “المعارضة السورية” في أمريكا ؟!