“مجرد خداع”.. انتخابات “الجولاني” تتعرض للسخرية في إدلب ؟!
في محاولة لإسكات الأصوات المعارضة له في إدلب، أعلن زعيم “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، عن نيته لإجراء انتخابات لـ “مجلس الشورى”، يعقبها تغيير حكومي في “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”الهيئة”.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تستمر الأخبار حول عودة العمل بمسار إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة، خاصة دعوات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لـ”تحسين العلاقات مع سوريا”.
وتواجه “هيئة تحرير الشام” منذ شهور حملة شعبية كبيرة ضد سياساتها القمعية، التي تتضمن أعمال عنف واعتقالات، حيث تستمر المظاهرات المنددة لـ”الهيئة” والمطالبة بـ”إسقاط الجولاني” في مختلف المناطق بإدلب وريف حلب.
وللتعامل مع هذه المعارضة، تحاول “الهيئة” تحسين صورتها من خلال إعلان “مجلس الشورى” عن قانون جديد ينظم “المجلس”، سيتم بموجبه انتخاب الأعضاء خلال 30 يوماً، لتشكيل “حكومة جديدة”.
تابعونا عبر فيسبوك
ومع ذلك، قوبلت هذه الإجراءات بالسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى داخل أروقة الهيئة نفسها، التي كانت تعارض الديمقراطية في السابق.
ويرى كثيرون أن هذه الانتخابات الصورية لن تنجح في تهدئة الشارع الغاضب، الذي عايش أساليب “الهيئة” في التخلص من خصومها من خلال الاغتيالات والاعتقالات.
من بين المشككين في هذه الإجراءات، بسام صهيوني، أول رئيس لـ “مجلس الشورى”، الذي نشر عبر حسابه على تطبيق “تلغرام” منشوراً كشف فيه بعض التفاصيل، قائلاً: “عرض عليّ البعض أن أكون عضواً في الشورى من قبل مسؤولين في الهيئة، فعن أي قوانين تتحدثون؟ وعن أي حرية اختيار تتكلمون؟”، مؤكداً على أن ما يُشاع عن تشكيل “شورى حرة” هو “مجرد خداع”.
إلى جانب هذه المحاولات لتهدئة الشارع عبر انتخابات صورية، تسعى “هيئة تحرير الشام” لتحويل الانتباه إلى خطوط التماس مع الجيش السوري، من خلال شن هجمات يقودها “جهاديون” من جنسيات غير سورية، بحسب مصادر ميدانية.
آخر هذه العمليات كانت في ريف اللاذقية، حيث تصدى لها الجيش السوري ورد بقصف مدفعي وغارات بالطائرات المسيرة.
في الوقت نفسه، وفي تصريحات حديثة، ربط وزير الدفاع التركي، يشار غولر، انسحاب قواته من سوريا بإحداث تغييرات في الملف السوري، بما في ذلك “التوافق على دستور جديد، وإجراء انتخابات، وتأمين الحدود”.
وأوضح أن “لقاءات على مستوى وزاري بين دمشق وأنقرة قد تعقد إذا توافرت الظروف المناسبة”، مما يذكر بمواقف سابقة لأنقرة خلال مفاوضات بوساطة روسية وإيرانية، وهو ما رفضته دمشق مراراً، مؤكدة على ضرورة العودة إلى ما قبل 2011، بما يعني انسحاب القوات التركية وقطع علاقتها بالفصائل المسلحة.
ورغم هذه التصريحات التركية المترددة، أبلغت أنقرة “المعارضة السورية” بضرورة الانخراط في مسار “اللجنة الدستورية” التي يجري العمل على إحيائها، بهدف دفع الحوار السوري – التركي وتسريع عودة اللاجئين السوريين، وهو ما تسعى إليه تركيا بقوة.
شاهد أيضاً : الحصار ينتهي.. “قسد” ترضخ في الحسكة والقامشلي ؟!