ما حقيقة تزويد أوكرانيا الفصائل المسلحة في سوريا بالسلاح ؟!
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أوكرانيا بـ”تسليح” الفصائل المسلحة في سوريا، إضافة لتزويدها ببنادق “قناصة” من عيار 14.5 مم، حيث ظهرت هذه “القناصة” بيد الفصائل المسلحة في إدلب شمال غربي سوريا.
هذا الطرح تعززه تقارير صحفية تحدثت عن تعاون لنقل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار “FPV” إلى الفصائل المسلحة في سوريا، في وقت تعد أوكرانيا “الدولة الأولى على مستوى العالم” في هذا المجال.
وتبلغ قيمة الطائرة الانتحارية بدون طيار “FPV”، نحو 1000 يورو، وهي مجهزة برؤوس حربية صاروخية أو متفجرات أخرى، ويصل مداها إلى 10 كيلو مترات، ويمكن استخدامها ضد المشاة أو المركبات القتالية والدبابات وحتى أطقم المدفعية المقطوعة أو ذاتية الدفع إذا تحركت بالقرب من الجبهة.
وعلى مدى الأشهر الماضية، انتشرت الكثير من التسجيلات المصورة التي توثق استخدام الجيش الأوكراني وكذلك الجيش الروسي لهذا النوع من “الطائرات الانتحارية”، حتى أن بعض التسجيلات أظهرت استخدامها في سوريا، ولكن ليس معلوماً من هو الطرف الذي استخدمها ومن الذي جرى استهدافه منها.
تابعونا عبر فيسبوك
الجيش السوري يقول إنه استخدم هذه الطائرات ضد مقاتلي الفصائل المسلحة، فيما تنفي الأخيرة ذلك.
وبشكل عام، تعود قصة تسليح أوكرانيا للفصائل المسلحة في سوريا إلى حزيران 2022، عندما انتشر حينها مقطع فيديو لشخص من “المعارضة السورية المسلحة”، ويقول فيه أنه “حصل على أسلحة نوعية من بينها صواريخ مضادة للدروع من الجيش الأوكراني”.
في الفيديو قال الشخص حينها، إنه “استطاع أن يعقد صفقات مع ضباط أوكرانيين لتزويد الفصائل بالأسلحة النوعية، ومنها الصواريخ المضادة للطائرات”.
ذلك الفيديو، كان أكد وجهة النظر الروسية بأن الأسلحة التي تقدمها الدول الغربية إلى الجيش الأوكراني، قد تصل إلى “مجموعات متشددة”، وقد تُستخدم ضد مصالح الولايات المتحدة في سوريا وغيرها من دول المنطقة.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، إنها حصلت على مقاطع فيديو وصور حصرية تظهر عملية خاصة من قبل وحدات مديرية الاستخبارات الرئيسية الأوكرانية “خيميك” ضد مواقع للقوات الروسية في سوريا في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي.
وفي أوضح أمر على التعاون بين أوكرانيا والفصائل المسلحة في سوريا، نشرت ذات الصحيفة، مقطعاً مصوراً لما قالت إنها لقطات حصرية تظهر القوات الخاصة الأوكرانية “خيميك” بالتعاون مع مسلحين من الفصائل، خلال “استهداف القوات الروسية ومواقع عسكرية روسية جنوبي سوريا في آذار المنصرم”.
الصحيفة أوضحت حينها، أن “مسلحي المعارضة السورية، شنّوا بدعم من عملاء أوكرانيين، منذ بداية العام الجاري، العديد من الهجمات على المنشآت العسكرية الروسية جنوبي سوريا، خاصة قرب هضبة الجولان”، وذلك تحت اسم “تجمع القوات المسلحة الأوكرانية في سوريا”، مشيرة إلى أن “الهجمات استهدفت نقاط التفتيش والدوريات ومركبات عسكرية للجيش الروسي، باستخدام القنابل الصاروخية وقذائف الهاون وعبوات ملغمة يجري التحكم بها عن بعد”.
بالمجمل، فإن انتشار صور لمقاتل أوكراني وآخر سوري من “المعارضة” يحملان ذات القناصة، والتقارير الأوكرانية عن هجمات ضد القوات الروسية في سوريا بالتعاون مع “المعارضة المسلحة” وعبر تلك القوات، وزيادة نشاط الفصائل المسلحة ضد القواعد الروسية في سوريا مؤخراً، كلها تدلّل على وجود تعاون بين أوكرانيا و”المعارضة السورية المسلحة”، وأن كييف تدعمها بالسلاح.
شاهد أيضاً : “مجرد خداع”.. انتخابات “الجولاني” تتعرض للسخرية في إدلب ؟!