“منطقة عازلة”.. ماذا يعني إجراء أوكرانيا الخطير في كورسك ؟!
أعلنت أوكرانيا، يوم الأربعاء، عن إنشاء منطقة عازلة في منطقة كورسك الروسية، وذلك بعد هجوم أوكراني أدى إلى سيطرة قوات كييف على 1000 كيلومتر مربع داخل الأراضي الروسية، وإجلاء السكان المدنيين من المنطقة.
هذه العملية تعتبر خطوة غير مسبوقة منذ بدء الحرب الأوكرانية. فإنشاء منطقة عازلة يعني أن كييف تسعى لمنع أي تواجد عسكري روسي في تلك المنطقة، مع إجلاء المدنيين، لتحويلها إلى منطقة فاصلة على الحدود.
ووفقاً لأوكرانيا، فإن هذا الإجراء يهدف إلى “منع الهجمات الروسية على أراضيها”.
ويُعد هذا الحدث الأول من نوعه منذ عامين ونصف، حيث تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على أراضٍ روسية، بعد أن استحوذت موسكو على حوالي 20% من الأراضي الاستراتيجية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.
تابعونا عبر فيسبوك
وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو صرّح بأن إنشاء المنطقة العازلة داخل الأراضي الروسية يهدف إلى “حماية الأوكرانيين من القصف اليومي على الحدود”.
من جانبه الناطق باسم الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي، أشار إلى أن بلاده غير قادرة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب روسيا، ولذا قررت استخدام قواتها المسلحة لـ”طرد الوحدات العسكرية” التي تستخدم كورسك لقصف أوكرانيا.
وأكد تيخي أن أوكرانيا “لا تسعى لضم أراضٍ روسية، وإنما لإنشاء منطقة عازلة على الحدود لحماية مواطنيها”.
بدوره وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم الأوكراني بأنه “معضلة حقيقية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأكد أن واشنطن تتابع الوضع عن كثب.
وفي سياق متصل، أوضح البيت الأبيض أن أوكرانيا “لم تخطر واشنطن مسبقاً بتوغلها في منطقة كورسك”، ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أي دور أمريكي في العملية.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن يوم الثلاثاء أن “قواته سيطرت على 74 بلدة داخل الأراضي الروسية”، وأشار إلى أنهم “قاموا بأسر جنود روس لإجراء عملية تبادل أسرى”.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر أن أوكرانيا تسعى من خلال هذا الهجوم لـ”تحسين وضعها في المفاوضات المستقبلية”، وأكد أن “العدو سيتلقى رداً مناسباً”.
في طريقها نحو كورسك، تسعى القوات الأوكرانية للسيطرة على بلدة سودجا الصغيرة، التي تُعتبر مهمة لأنها تحتوي على محطة لضخ الغاز، وهي الأخيرة التي لا تزال تمد أوروبا بالغاز، وخاصة سلوفاكيا والمجر عبر أوكرانيا.
وتسيطر كييف حالياً على الجزء الغربي من سودجا، بينما يُعتبر الجزآن الأوسط والشرقي “منطقتين رماديتين”.
في عام 2023، تم ضخ 14.65 مليار متر مكعب من الغاز عبر سودجا، وهو ما يمثل أقل قليلاً من نصف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا.
وعلى الرغم من تقليص أوروبا اعتمادها على الغاز الروسي منذ بداية الحرب الأوكرانية، استمرت موسكو في تزويد الغاز عبر سودجا بموجب اتفاق مدته 5 سنوات وقعته مع كييف في نهاية عام 2019، وينتهي في عام 2042، وتقول أوكرانيا إنها لن تجدد هذا الاتفاق.
وينتظر العالم حالياً تراجعاً في مستوى العمليات الروسية على الأراضي الأوكرانية، وهو ما أكده قادة عسكريون أوكرانيون، لصالح تصعيد العمليات في كورسك، خاصة بعد تصريح الرئيس بوتين بأن “المهمة الرئيسية” للدفاع الروسية هي إخراج القوات الأوكرانية من كورسك.
شاهد أيضاً : تقدم أوكراني في كورسك وأسلحة بريطانية.. هل انقلبت الموازين ؟!