صحيفة تكشف: الحرب النووية أقرب من أي وقت مضى !
كشفت صحيفة “تيليغراف” البريطانية أن “لدى الولايات المتحدة استراتيجية نووية جديدة، وعُلم أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق في شهر آذار على مخطط توجيهات التوظيف النووي لمواجهة تهديد الترسانة النووية المتنامية لبكين، وتكشف وثيقة الاستراتيجية هذه كيف يمكن للولايات المتحدة تحييد خطر قيام الصين وروسيا وكوريا الشمالية بشن ضربات نووية منسقة ذات يوم، ورغم أنها خطوة مشجعة إلى الأمام، إلا أنها جاءت متأخرة للغاية. فعندما تولى بايدن منصبه في كانون الثاني 2021، كانت الصين تمتلك 400 رأس نووي، وبحلول أواخر عام 2023، زادت ترسانتها النووية إلى 500 ويمكن أن تتضاعف إلى 1000 بحلول عام 2030. ويعكس هذا التوسع دعم الرئيس شي جين بينغ لتعزيز قدرة المؤسسة العسكرية الصينية على “القتال والانتصار في الحروب الحديثة”.
وبحسب الصحيفة، “استجابة لهذا التحدي المتنامي، اختارت الولايات المتحدة إعطاء الأولوية للدبلوماسية على الردع. وبناء على الجهود الفاشلة التي بذلتها الولايات المتحدة لإشراك الصين في محادثات جديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية “ستارت” مع روسيا في عام 2020، عقدت الولايات المتحدة أول محادثات نووية غير رسمية لها مع الصين في حزيران، وانتهت هذه المفاوضات في منتصف تموز عندما علقت الصين الحوار بشأن صادرات الأسلحة الأميركية إلى تايوان، وقد لا تستأنف بسرعة. ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الولايات المتحدة كانت أكثر سلبية في ردها على التطوير النووي في كوريا الشمالية، وفي مقابل تصدير الملايين من قذائف المدفعية وصواريخ هواسونغ 11 الباليستية إلى روسيا، طلبت كوريا الشمالية المساعدة الروسية في تطوير تكنولوجيا الأقمار الصناعية، ونظراً لادعاء روسيا بأن برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية يقع ضمن معايير الدفاع المشروع عن النفس، فمن الممكن أن تدعم طموحات بيونغ يانغ لتحديث القوة النووية”.
وتابعت الصحيفة، “ردت وزارة الخزانة الأميركية على عدوانية بيونغ يانغ من خلال تشديد العقوبات ضد كيانات في روسيا والصين والإمارات العربية المتحدة يُزعم أنها تساعد برامج أسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية، لكن هذه العقوبات ليس لها قيمة ردع تُذكر ولم تقترن بأي اتصالات دبلوماسية مع بيونغ يانغ أو تدابير عسكرية مضادة ملموسة، ظاهرياً، كان رد إدارة بايدن على التهديد النووي الروسي واعداً.
تابعونا عبر فيسبوك
ومن خلال إعطاء الضوء الأخضر لتسليم طائرات مقاتلة من طراز إف-16 وصواريخ ATACMS إلى أوكرانيا، والتعبير عن التضامن مع الهجوم السريع الذي شنته كييف في كورسك، كشف البيت الأبيض عن أن تهديدات بوتين النووية فارغة، كما تمكنت الولايات المتحدة حتى الآن من الاعتماد على الصين والهند في إثناء روسيا عن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، وهو ما يشكل انتصاراً دبلوماسياً قصير الأمد”.
وأضافت الصحيفة، “مع ذلك، فإن الولايات المتحدة أقل استعداداَ بكثير لمواجهة التهديد النووي الطويل المدى الذي تفرضه روسيا على عسكرة الفضاء، وفي شهر أيار، انطلق صاروخ سويوز من موقع إطلاق بليسيتسك الروسي وأرسل تسعة أقمار صناعية على الأقل إلى مدار أرضي منخفض، ودخل الصاروخ Cosmos 2576، الذي يعمل كسلاح فضائي مضاد يمكنه مهاجمة الأقمار الصناعية الأمريكية، إلى المدار، وقد تكون الخطوة التالية لروسيا هي إطلاق سلاح مضاد للفضاء قادر على حمل أسلحة نووية، كل هذا يقودنا إلى السؤال الأساسي: كيف يمكن للولايات المتحدة أن تعزز قدرتها على الردع ضد هذه التهديدات النووية المزدهرة من روسيا والصين وكوريا الشمالية من خلال العمل بشكل منسق؟ ويشكل تسريع تحديث القوات النووية الأمريكية خطوة أولى أساسية، وقد تم بالفعل إحراز بعض التقدم، وتعمل وزارة الطاقة على تحديث الرؤوس الحربية النووية الأمريكية، وتجري حالياً عمليات تحديث لمنصات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والغواصات الرئيسية”.
وبحسب الصحيفة، “بعد ذلك، يجب أن يتم تطبيق نفس الطاقة المستخدمة لتعزيز إنتاج الذخيرة والمدفعية على مجال التحديث النووي، فقد أكملت روسيا ما يزيد على 90 % من تحديثها النووي الاستراتيجي، كما تجاوزت الصين تاريخياً جداولها الرسمية في ما يتعلق بتطوير الأسلحة النووية، لذلك، على الغرب الاستعجال، علاوة على ذلك، فإن دعم مقاومة أوكرانيا ضد العدوان الروسي هو وسيلة مؤكدة بنفس القدر لردع الخصوم الآخرين المسلحين نووياً، وإذا انتهت حرب أوكرانيا بشكل غير مواتٍ بالنسبة لروسيا، فإن هذا من شأنه أن يبعث برسالة إلى الصين وكوريا الشمالية مفادها أن الابتزاز النووي لن يخيف الغرب ويمنعه من التصدي لعدوانهما”.
وتابعت الصحيفة، “على نحو مماثل، لا شك أن العلاقة بين موسكو وبيونغ يانغ سوف تضعف بمجرد انتهاء السبب الرئيسي وراء الشراكة الأقوى، وهو الحرب في أوكرانيا، وبمجرد انتهاء الحرب، ستتمكن الولايات المتحدة أيضًا من زيادة تركيزها على البرنامج النووي الصيني وربما توسيع مظلة الردع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومن خلال توسيع شراكات “أوكوس” غير الرسمية، يمكن لحلفاء الولايات المتحدة الآخرين، مثل الفلبين واليابان، الاستفادة من عروض القوة المماثلة، ومع ذلك فإن تطبيع روسيا لسياسة حافة الهاوية النووية بشأن أوكرانيا كان سبباً في تحطيم الثقة، والآن حان الوقت لكي تستعيد الولايات المتحدة قدرتها على الردع”.
شاهد أيضاً: وزير خارجية إيران الجديد يؤكد على أمر هام لا رجعة عنه ؟!