إلى أين تتجه أزمة كهرباء لبنان ؟!
منذ أكثر من 30 عاماً وانقطاع الكهرباء في لبنان جزءاً لا يتجزأ من حياة اللبنانيين، واليوم تفاقمت المشكلة بشكل أكبر وتحولت من انقطاعات لبضع ساعات إلى انقطاع تام يطال حتى المرافق العامة والحكومية والحيوية للبلاد.
الأسباب المالية والأزمات السياسية المتلاحقة انعكست في تراجع إنتاج الكهرباء 0في لبنان على مدى السنوات الماضية.
فمنذ عام 2016 تراجع الإنتاج لأكثر من 70%، الأمر الذي تسبب بحدوث عجز ضخم في قدرات التوليد، لكن على سبيل المثال العجز في أوقات الذروة في لبنان قد يصل إلى نحو 1.5 غيغاواط، وهو رقم أكبر حتى من العجز الذي تسجله الهند في الذروة، وهي التي يبلغ عدد سكانها مليار و400 مليون نسمة.
تابعونا عبر فيسبوك
هذا الأمر توازى مع تزايد الاعتماد على الوقود من الخارج ولاسيما من العراق، التي أبرمت لبنان معها اتفاقاً لتزويده بالوقود عام 2021، ونتيجة للأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها لبنان لم تعد البلاد قادرة على تحمل تكاليف الاستيراد.
الأرقام تشير إلى أن قطاع الكهرباء قد كبّد الميزانية أكثر من 40 مليار دولار منذ عام 1992، أي ما يقارب 43% من ديون الحكومة، هذه المعادلة أدت إلى تزايد الاعتماد على ما يعرف بـ”مافيا المولدات”، أي المولدات الخاصة التي يصل عددها وفقاً لبعض التقديرات إلى أكثر من 7200 مولد خاص، فيما يصل عدد أصخاب هذه المولدات إلى أكثر من 3 آلاف شخص.
إذاً أزمة لبنان تتطور لتنتج أزمات أخرى تتداخل بها الأزمة المالية مع التعقيدات السياسية وانتشار الفساد والمحسوبية، فكيف سيتمكن لبنان من الخروج من هذه المعضلة ؟!
شاهد أيضاً : “فقر الوقود” يلقي بأزمة جديدة على كاهل بريطانيا ؟!