لماذا لا ترد أمريكا على استهداف قواعدها في سوريا ؟!
بوتيرة “غير ثابتة” عادت القواعد الأمريكية في سوريا لتتلقى هجمات متكررة، إذ شهدت هذه القواعد خلال تموز الماضي استهدافات متفرقة، أسفر بعضها عن جرحى في صفوف الجنود الأمريكيين، وفق ما أعلنته الدفاع الأمريكية.
ورغم تكرار هذه الاستهدافات، لم تبادر الولايات المتحدة بالرد إلى الآن، على عكس ما كان الوضع عليه سابقاً، عندما كانت تميل واشنطن لاستهداف “الفصائل الشعبية”، على اعتبارها الجهة المسؤولة.
وتعليقاً على عودة هذه الاستهدافات، قال “البنتاغون”، في 26 من آب، إنها “تأخذ التهديدات في العراق وسوريا على محمل الجد”.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال السكرتير الصحفي لـ”البنتاغون” بات رايدر، إنه “لا علم له حول تهديدات محددة” بخلاف ما شهدته القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، لكن “واشنطن تأخذ أمر التهديدات في سوريا والعراق على محمل الجد”.
وفي 14 من آب الحالي، قال رايدر إن “8 من أفراد الخدمة الأمريكية في سوريا أصيبوا في هجوم بطائرة دون طيار نفذه مسلحو الفصائل الشعبية في المنطقة”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي، “نعتقد أن الهجوم تم تنفيذه من قبل مجموعات مدعومة من إيران، لكننا لا نزال نبحث في التفاصيل”.
وقال رايدر للصحفيين إن “أفراد الخدمة المصابين تلقوا العلاج من استنشاق الدخان وإصابات دماغية رضية”، مشيراً إلى أن “3 من الجنود المصابين عادوا إلى الخدمة، ولا تشكل أي من الإصابات تهديداً للحياة”.
وأحدث ضربة وجهتها الولايات المتحدة لـ”الفصائل الشعبية”، التي تعتبرها مسؤولة عن هذه الاستهدافات، كانت قبل نحو شهر، عندما أعلنت “المقاومة العراقية” عن مقتل عدد من عناصرها وإصابة آخرين بصواريخ أطلقت من طائرات مسيّرة شمال بابل العراقية.
وذكرت “المقاومة” في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية “واع”، في 31 من تموز الماضي، أن “اللواء 47” التابع لها تعرض لقصف خلّف قتلى وجرحى.
وخلال الأيام القليلة الماضية، عادت “الفصائل الشعبية” لاستهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، بعد انقطاع استمر لنحو 5 أشهر، دون أي أضرار تذكر.
وبعد الضربة، لم تسجل أي غارة أو استهداف أمريكي لهذه الفصائل رغم أن الهجمات على قواعدها بسوريا والعراق تكررت عقب الضربة التي نفذتها في مدينة بابل العراقية.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي 10 من آب الحالي، استهدف هجوم بمسيّرات قاعدة لقوات “التحالف الدولي” في قرية خراب الجير بريف رميلان شمالي شرق الحسكة، أسفر عن جرحى من القوات الأمريكية، ولم تبدِ واشنطن أي رد فعل معلن حيال القصف.
أيضاً في 8 من الشهر نفسه، قال مسؤول بـ”البنتاغون”، إن “حصيلة الجرحى إثر هجوم وقع على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق ارتفعت إلى 7 جرحى أمريكيين، بينهم 5 عسكريين”.
مع بداية الاستهدافات للقواعد الأمريكية، لم تبدِ واشنطن رد فعل سريع حول الهجمات، لكنها بدأت تدريجياً بالرد على كل استهداف يطال قواعدها بسوريا والعراق، في حال خلّفت هذه الاستهدافات جرحى في صفوف قواتها.
وفي كانون الثاني الماضي، شنت الولايات المتحدة حملة قصف واسعة النطاق بسوريا والعراق ضربت خلالها 82 هدفاً رداً على مقتل جنود لها باستهداف طائرة مسيرة في “البرج 22” الواقع على الحدود الأردنية- السورية.
ويرى باحثون أن الولايات المتحدة “تريد تجنب التصعيد فبالنسبة لواشنطن، يعتبر الاحتكاك والعنف في العراق وسوريا أمر سيئ، ولا توجد مزايا له”.
وأشاروا إلى أن “الفصائل الشعبية”، ترى أن التصعيد والاحتكاك العسكري هو “أداة ضغط مفيدة، ولكنها محفوفة بالمخاطر أيضاً، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية”.
شاهد أيضاً : “ضوء أخضر”.. احتمال لقاء استخباراتي “سوري – تركي” !