روسيا تخشى أمر خطير بعد القبض على مؤسس تيليغرام ؟!
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير نشرته، أمس الخميس، إن تليغرام بالنسبة لموسكو أكثر من مجرد تطبيق لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعتمد عليه الجنود والجواسيس الروس في الاتصالات في ساحات المعارك، بما في ذلك توجيه المدفعية، وتنسيق التحركات، وجمع المعلومات الاستخبارية”.
ومن ثم، ردت السلطات الروسية “بغضب غير معتاد”، وفق وصف الصحيفة، على قيام فرنسا بتوقيف بافيل دوروف مؤسس تليغرام في باريس، وتوجيه قائمة طويلة من الاتهامات إليه، قبل أن تفرج عنه الأربعاء بكفالة 5 ملايين يورو، مع منعه من مغادرة الأراضي الفرنسية.
تابعونا عبر فيسبوك
ووضعت السلطات الفرنسية دوروف، البالغ من العمر 39 عاما، تحت رقابة قضائية، وألزمته بالحضور مرتين أسبوعيا عند قسم الشرطة، مع استمرار التحقيق في الاتهامات التي قد تؤدي إلى سجنه مدة قد تصل إلى عشر سنوات، وفق ما ذكرت الصحيفة.
“قائد سلاح الإشارة للقوات الروسية”
ونقلت الصحيفة عن إليكسي روجوزين، مستشار البرلمان الروسي والمدير السابق في الصناعة العسكرية الروسية، قوله ساخرا “كثير منا يمزحون بأن اعتقال دوروف هو اعتقال قائد سلاح الإشارة في القوات المسلحة الروسية”.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، وجد الجيش الروسي أن وحداته تواجه صعوبات في الاتصالات بينها، وأن موجات الراديو غير المشفرة، التي يتم استخدامها للتواصل بين الوحدات، يتم التقاطها من جانب أوكرانيا، هذا علاوة على النقص الواضح في وسائل الاتصال الحديثة.
وأضافت الصحيفة أن التكنولوجيا الموجودة منذ العهد السوفيتي “أصبحت غير مناسبة لنوع جديد من الحروب تؤدي فيه الطائرات المسيّرة، والنقل الفوري للصور والفيديو، دورا أساسيا”.
تليغرام كان حلاً مناسباً
وفي مواجهة هذه الصعوبات في عمليات الاتصال، لجأت وحدات عسكرية روسية إلى تليغرام لتسهيل مهامها، كما ذكر ديمتري ألبيروفيتش -وهو مدير مركز أبحاث في واشنطن- للصحيفة، موضحا أنه “على الرغم من أن تليغرام ليس نظام اتصالات مصرحاً به رسميا للجيش الروسي، فإن المحادثات الخاصة وأنظمة الرسائل المباشرة المتاحة به يستخدمها جنود روس وبعض الوحدات العسكرية للتنسيق في ساحة المعركة”.
وذكرت الصحيفة أن جنديًّا روسيًّا يدير قناة تتمتع بالشعبية على تليغرام كتب محذرًا من “تمكن الأعداء من الدخول إلى تليغرام”، حيث تتدفق الكثير من المعلومات عبر المحادثات عليه، سواء كانت مشفرة أو غير مشفرة.
درجة تشفير المحادثات في تليغرام
وذكرت الصحيفة أن دوروف كان يتفاخر بمستوى تشفير المحادثات على تليغرام مقارنة بمنصات أخرى مثل تطبيقي واتساب وسيغنال، وهما محجوبان في روسيا.
وكتب دوروف مقالا في مايو/أيار الماضي قال فيه إن تطبيق سيغنال مخترق من جانب المخابرات الأمريكية، التي قامت بدعم ما وصفه “بالثورات الملونة” في الخارج، في إشارة إلى انتفاضات ضد حكام موالين لموسكو في دول تقع بجوارها.
تابعونا عبر فيسبوك
وعلى الرغم من أن دوروف يفتخر بدرجة تشفير المحادثات السرية على تليغرام، فإن ذلك التشفير ليس نظام الإعداد الأساسي على التطبيق، ويتطلب القيام به خطوات كثيرة.
ويرى محللون، وفق ما ذكرت الصحيفة، أن معظم الرسائل على التطبيق غير مشفرة.
ضغوط أمنية على دوروف
وأشارت الصحيفة إلى مقابلة لمدير الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، مع وكالة تاس الروسية للأنباء، قال فيها إنه “يتوقع ألا يقوم دوروف بتقديم معلومات لحكومة فرنسا وغيرها من الحكومات الغربية قد تلحق الضرر بالدولة الروسية”.
وأضاف ناريشكين “أعتمد كثيرا على دوروف في عدم السماح بذلك”، في إشارة إلى ثقته في أن دوروف لن يتعاون مع أجهزة الأمن الفرنسية ضد مصالح روسيا.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول استخباري غربي كبير قوله إذا لو تعاون دوروف مع أجهزة الأمن الفرنسية فقد يلحق ضرراً بالغاً بمؤسسة الأمن الروسي، لكن هذا التعاون في تقديره “غير مؤكد”.
وأشارت الصحيفة إلى حظر تليغرام في روسيا عام 2018، عندما اشتكى دوروف من عدم قدرته على زيارة والديه هناك، لكن تفاهم دوروف مع السلطات أدى إلى رفع الحظر عام 2020.
وفي العام التالي، ساعد بنك “في تي بي” الحكومي الروسي شركة تليغرام على جمع مليار دولار لتمويل نشاطها.
شاهد أيضاً: إخلاء بالقوة.. لبنان يشدد الخناق على اللاجئين السوريين ؟!