عام على اعتقال “أبو خولة”.. “قسد” تدفع الثمن في الشرق السوري ؟!
عام مرّ على اندلاع المعارك في دير الزور شرقي سوريا، بين “جيش العشائر” ومسلحي “قسد”، عقب اعتقال الأخيرة قائد “مجلس دير الزور العسكري” أحمد الخبيل “أبو خولة”.
الاعتقال حينها تبعه انتفاضة عشائرية ضد “قسد”، حيث لا تزال المنطقة تعيشه بين الحين والأخرى حتى اليوم.
وشهدت دير الزور تطورات متسارعة عقب اعتقال “أبو خولة”، إذ تفاقمت الأوضاع الأمنية، لكن “قسد” لم تعد تشكيل “المجلس العسكري” الذي كان يعتبره سكان المنطقة ذات الطبيعة القبلية “مظلة تؤمن بعض حقوقهم”، رغم الانتهاكات التي تنسب للخبيل بحق أبناء المنطقة.
وشهد ريف دير الزور الشرقي والشمالي معارك مسلحة استمرت لأكثر من شهر بين مقاتلين من “جيش العشائر” من جهة ضد مسلحي “قسد”، تركزت في أرياف دير الزور الشمالية والشرقية.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال “مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية” التابع للأمم المتحدة، إن “المواجهات في أرياف دير الزور الشمالية والشرقية بين قسد والمقاتلين المحليين، أسفرت عن 69 قتيلاً و96 جريحاً”.
ونقل “المكتب” عن تقارير، أن “الوضع الإنساني في المناطق المتضررة مأساوي، إذ يعاني مئات الأشخاص من نقص المياه والغذاء وحليب الأطفال والأدوية وإمدادات الطاقة”.
وأشار إلى أن آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، عبروا نهر الفرات إلى مناطق الجيش السوري، على الضفة الغربية هرباً من المعارك الدائرة شرق الفرات.
واعتقلت “قسد” أحمد الخبيل، في 27 من آب 2023، بعد أن دعته مع قادة “المجلس العسكري” لاجتماع في محافظة الحسكة، ووضعت القادة الآخرين تحت إقامة جبرية ريثما تتخلص من ارتدادات الاعتقال في محافظة دير الزور.
وفي 30 من الشهري نفسه، أعلنت “قسد” عن عزل “أبو خولة”، وذلك عبر بيان نشرته في موقعها الرسمي قالت فيه إن قرار العزل جاء بعد “شكاوى قدمها الأهالي، وسكان دير الزور بحقه”، دون الإشارة إلى قيادة الصف الأول في “المجلس العسكري” المحتجزين لديها في الحسكة.
اليوم ومع مرور عام، لايزال مصير “أبو خولة” مجهولاً، ووفق معلومات من أحد المصادر، “لم يعرض الخبيل لمحاكمة، وهو يعاني من وضع صحي غير مستقر”.
ووفق المصدر، “لم تسمح قسد لأفراد عائلته بزيارته منذ لحظة اعتقاله قبل عام”، مشيراً إلى أن عمل “المجلس العسكري” شبه معلق بالرغم من أن “قسد” وضعت “أبو علي فولاذ”، قائداً عاماً لـ”المجلس” خلفاً للخبيل كوضع مؤقت، دون إعلان رسمي.
وأضاف المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أنه لا يوجد أي انتشار فعلي لـ”المجلس العسكري” على الأرض منذ عام، ولا يظهر “المجلس” إلا في اجتماعات القيادة العامة لـ”قسد”.
ولم تنقطع هجمات “جيش العشائر” عن دير الزور منذ إعلان اعتقال “الخبيل”، واستهدفت بمعظمها مواقع عسكرية لـ”قسد” في المنطقة، كان أكبرها في 7 من آب الحالي، عندما اندلعت اشتباكات عرفت بأنها الأوسع بين الجانبين.
ويقود “جيش العشائر” إبراهيم الهفل، وهو شخصية صارت تعرف بكونها تقود القوات العشائرية، بعد اعتقال الخبيل.
شاهد أيضاً : تضييق جديد.. اللاجئون السوريون في هولندا “تحت خطر الترحيل” ؟!