من هو “بارنييه” الذي كلفه ماكرون بتشكيل الحكومة الجديدة ؟!
كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، مفاوض الاتحاد الأوروبي السابق في ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي (بريكست) ميشال بارنييه، بتشكيل الحكومة الفرنسية المقبلة بعد قرابة شهرين على الانتخابات التشريعية.
ويعد بارنييه (73 عامًا) أكبر رئيس حكومة في تاريخ فرنسا الحديث وكُلف بتشكيل “حكومة جامعة في خدمة البلاد”، بحسب بيان الرئاسة.
ويأتي بارنييه خلفا لغابريال أتال بعد أن أفرزت الانتخابات واقعًا سياسيًا معقدًا في فرنسا بعدم حصول أي من الأطراف الرئيسيين على غالبية صريحة في البرلمان.
تابعونا عبر فيسبوك
وكان قد تم تداول اسمي شخصيتين كأبرز الخيارات لهذا المنصب، وهما رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف والقيادي في حزب الجمهوريين اليميني كزافييه برتران، لكن حسابات البرلمان لم تصب في مصلحتهما.
وفي فرنسا يعين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء، الذي يمكن بعد ذلك أن يمنحه البرلمان الثقة.
وواجه كل من برتران وكازنوف خطر حجب الثقة في إجراء يمكن أن يحظى بدعم الكتلة اليسارية واليمين المتطرف.
من هو ميشال بارنييه؟
ابتعد بارنييه عن الساحة السياسية الفرنسية منذ فشله في ضمان دعم حزبه “الجمهوريين” الذي يمثل اليمين التقليدي لمواجهة ماكرون في الانتخابات الرئاسية عام 2022.
ويتمتع بارنييه بخبرة تمتد 40 عامًا في السياسة الفرنسية والأوروبية، وقد شغل مناصب وزارية مختلفة في فرنسا، بما في ذلك مناصب وزراء الخارجية والزراعة والبيئة.
وقال مستشار للرئيس إن وزير الخارجية السابق المخضرم ومفوض الاتحاد الأوروبي السابق “متوافق مع ماكرون” ولديه حظوظ في نيل تأييد البرلمان.
وأكد وزير في الحكومة المنتهية ولايتها أن بارنييه “يحظى بشعبية كبيرة بين أعضاء اليمين في البرلمان دون أن يكون مصدر إزعاج لليسار”.
تابعونا عبر فيسبوك
وعلقت المرشحة السابقة للانتخابات زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بأن حزب “التجمع الوطني” الذي تتزعمه “سينتظر سماع خطاب بارنييه بشأن السياسة العامة” أمام البرلمان قبل تحديد موقف بشأن منحه الثقة أم لا.
بدوره، قال جان لوك ميلانشون اليساري الراديكالي، الذي ينتمي حزبه “فرنسا الأبية” وحلفاء آخرون إلى كتلة اليسار، إن تكليف ماكرون السياسي اليميني يعني أن الانتخابات “سُرقت من الفرنسيين”.
واعتبر زعيم الاشتراكيين أوليفييه فور أن البلاد تدخل “في أزمة حكم”.
يذكر أن تحالف اليسار، المجتمع تحت راية “الجبهة الشعبية الجديدة”، تصدر نتائج الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في فرنسا بـ182 مقعدًا في الجمعية الوطنية الفرنسية التي جرت جولتها الثانية في يوليو/تموز الماضي.
وحصل المعسكر الرئاسي، تحت راية “أونسومبل”، على 168 مقعدًا، بينما حصل التجمع الوطني (أقصى اليمين) وحلفاؤه على 143 مقعدًا.
وبهذه النتيجة لا تستطيع أي من التشكيلات السياسية الوصول بمفردها إلى الأغلبية المطلقة في البرلمان البالغة 289 نائبًا.
شاهد أيضاً: فوق الـ1000 صاروخ.. حزب الله ينتقل بالمعركة لمرحلة جديدة ؟!