“قسد” تهين “الجيش الوطني” على أرضه وبين فصائله في ريف حلب ؟!
مع عودة صراع السيطرة بين الفصائل المسلحة ومسلحي “قسد” إلى أرياف حلب والشرق السوري، شهدت معارك الساعات الأخيرة مقتل عدد من مسلحي “الجيش الوطني”، بعد عملية تسلل نفذها مسلحو “قسد” مساء أمس السبت، على محاور منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.
وأفادت مصادر محلية بأن مجموعات من “قسد” تسللت على محوري أناب ومريمين في ريف عفرين، لتندلع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع مقاتلي “القوة المشتركة” في “الجيش الوطني”.
وبحسب المصادر، فإن المواجهات أدت إلى مقتل 5 من عناصر “الجيش الوطني”، مشيرة إلى أن الاشتباكات تخللها قصف مدفعي من قبل الجيش التركي استهدف مواقع “قسد” على محوري مرعناز وشوارغة.
تابعونا عبر فيسبوك
وخلال الأسابيع الماضية، كررت “قسد” بكثافة عمليات التسلل الليلية في شمالي وشرقي حلب، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف “الجيش الوطني”.
وغالباً ما تبدأ “قسد” عملياتها بالتسلل الخفي، ثم برصد تحركات مسلحي “الجيش الوطني” ضمن نقاطهم باستخدام المناظير الليلية، لتستهدفهم بشكل مفاجئ بالقناصات الحرارية، مستغلة عامل المفاجأة وضعف التنسيق بين نقاط “الجيش الوطني”.
كما تستغل “قسد” في بعض الحالات هفوات مسلحي “الجيش الوطني” للانقضاض عليهم بشكل مفاجئ، والتي تتمثل في استخدامهم للهواتف المحمولة داخل النقاط ليلاً، والانشغال بالتواصل عبر الإنترنت بدلاً من التركيز على المراقبة والرصد، وفقاً لما ذكره مصدر مطلع.
في الغالب، لا تهدف “قسد” من عمليات التسلل إلى بسط سيطرتها بشكل دائم على المناطق المستهدفة، بل تسعى إلى إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الوطني ثم الانسحاب، بحسب مصادر محلية.
وتلجأ “قسد” وفق المصادر، إلى عمليات التسلل ضد “الجيش الوطني” لأسباب استراتيجية وتكتيكية، لتحقيق مكاسب متعددة، منها إضعاف “الجيش الوطني” عن طريق استنزاف موارده البشرية والمادية، مما يؤدي إلى تقليل قدرته على شن هجمات أو الدفاع عن مواقعه مستقبلاً.
يضاف إلى ذلك رغبة “قسد” في استخدام تفوقها الميداني كوسيلة للضغط في المفاوضات السياسية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لا سيما أنها في موقف حرج حالياً مع زيادة احتمالية إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق.
شاهد أيضاً : لماذا تعتبر عودة العلاّقات بين سوريّا وتركيا مهمّة للمنطقة ؟!