لماذا تصرّ “الإدارة الذاتية” على انتخاباتها في سوريا ؟!
بيان “الإدارة الذاتية” الأخير حول عزمها القيام بـ”انتخابات البلديات” في مناطق انتشارها في الشرق السوري، قوبل من جديد بمعارضة واضحة من الولايات المتحدة، لكن ما الذي يدفع “الإدارة الكردية” للإصرار على إجراء هذه الانتخابات رغم المعارضة الأمريكية والموقف التركي الرافض والمتضمن التهديد باستخدام القوة العسكرية لمنع هذا الإجراء؟!.
وأجلت “الإدارة الذاتية” الانتخابات ثلاث مرات من قبل، في أيار وحزيران وآب الماضيين، بعد ضغوط دولية.
وجاء تأجيلها بعد بيان من الخارجية الأمريكية أكد أن “شروط الانتخابات الحرة والنزيهة في شمال وشرق سوريا غير متوفرة حالياً”.
مع ذلك، واصلت “الإدارة الذاتية” التحضيرات للانتخابات، ما أثار مزيداً من التحذيرات من الولايات المتحدة، التي شددت على أن أي انتخابات “يجب أن تكون حرة وشفافة وشاملة، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
تابعونا عبر فيسبوك
وقبل الإعلان عن “انتخابات البلديات”، كانت “الإدارة” قد أقرت قانون “تقسيم المناطق الإدارية”، وقسمت المناطق التي تديرها إلى 7 مقاطعات.
في 5 أيلول، أصدرت “الإدارة الذاتية” قراراً يسمح لـ”الهيئة العليا للانتخابات”، بالبدء في تنظيم “انتخابات البلديات” دون تحديد موعد ثابت، مما أعطى “مرونة لكل مقاطعة لتحديد توقيت مناسب لإجراء الانتخابات”، وهو ما أثار ردود فعل أمريكية متجددة.
وأشار رياض درار “القيادي السابق في مجلس سوريا الديمقراطية”، إلى أن هناك حالة من الغموض حول سبب المعارضة الأمريكية للانتخابات، حيث كانت الولايات المتحدة سابقاً “تشجع على تنظيمها لضمان حوكمة سليمة في المنطقة”، مضيفاً أن الموقف الأمريكي “تغير فجأة، مما أدى إلى تأجيل الانتخابات”.
في ظل هذه المعطيات، تُراجع “الإدارة الذاتية” توجيهات واشنطن وتهديدات أنقرة. فالإدارة تسعى لتجنب مواجهة مع تركيا أو الولايات المتحدة. وتزامنت هذه التحركات مع تصاعد التهديدات التركية تجاه “قسد”، خاصة بعد الإعلان عن نية تنظيم الانتخابات.
في هذا السياق، يبدو أن “الإدارة الذاتية” تحاول تكييف خطتها الانتخابية من خلال “منح كل بلدية أو منطقة حرية اختيار التوقيت المناسب لتنظيم الانتخابات بشكل فردي”. وبحسب درار، فإن هذا التغيير جاء “نتيجة اقتراح من اللجنة المشرفة على الانتخابات بهدف تجنب إثارة ردود فعل سلبية من الحلفاء”.
ويرى باحثون أن تمسك “الإدارة الذاتية” بالانتخابات، يأتي في إطار “محاولة تعزيز شرعيتها الدولية والإدارية”، لكن الولايات المتحدة لا تبدو في موقف يسمح بدعم مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الولايات المتحدة أن الحل السياسي في سوريا يجب أن يتم “وفق القرار الأممي 2254″، يشير الباحثون إلى أن “الإدارة الذاتية تسعى من خلال الانتخابات إلى استعادة بعض الشرعية، خاصة بعد التوترات الأخيرة في دير الزور بين قسد والقبائل المحلية”.
ويخشى الأمريكيون وفق الباحثين أن تؤدي الانتخابات إلى تصعيد داخلي، خاصة وأن آخر ما ترغب فيه واشنطن هو اندلاع صراعات جديدة في شمال شرق سوريا، لذا، فإن الولايات المتحدة تتخذ موقفاً حذراً حيال الانتخابات، مشيرة إلى أن التوقيت غير مناسب بالنظر إلى التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
وأكد الباحثون على أن الولايات المتحدة “لا تعتبر الانتخابات وسيلة مناسبة لتعزيز مصالحها في سوريا، وأن تركيا تلعب دوراً حاسماً في هذه المعادلة”.
وأضاف الباحثون بأن واشنطن “تخشى أن الخطوة قد تؤدي إلى تعزيز التعاون بين أنقرة ودمشق”.
شاهد أيضاً : الانتحار ينتشر في مناطق “قسد”.. ما هي أهم الأسباب ؟!