في صالح وحدة الساحات.. إيران وقوَّة الرد !

يبدو أنَّ مفهوم وحدة الساحات الذي أرسته الحرب الممنهجة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وأكدَّه الأمين العام لحزب الله الراحل حسن نصر الله، في اليوم التالي للحرب -(حينما ساندَ غزة في الثامن من أكتوبر الماضي)-، قد تكشَّف جلِّياً أمام ما شهدته الأيام الأخيرة من موجات تصعيد.

اغتيال هنيِّة ثم نصرُ الله.. ما قبل الصدمة

عندما اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، سارع المحللون لقراءة ماهية الرد الإيراني على هذا الاغتيال الذي استهدف الراحل هنية بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

تابعونا عبر فيسبوك

إلا أنَّ تراجع إيران عن الرد مقابل وقف إطلاق النار في غزة، كما أفاد قائد الأركان الإيراني اليوم حيث قال: “ضبطنا النفس منذ اغتيال هنية بطلب من أمريكا وأوروبا لإحلال وقف إطلاق النار في غزة”، ساهم وفق ما قرأ مراقبون بزيادة غرور نتنياهو وثقته بأنه يستطيع التجول في المنطقة كيفما شاء وأينما شاء.

وماجاء بعد ذلك أكد مقروئية المراقبين، حينما استمر نتيناهو بعدوانه على غزة، مخلفاً أكثر من 41 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف مصاب مع غزة شبه مدمرة.

تابعونا عبر فيسبوك

واستمرار نتنياهو بعربدته أدت إلى إعلانه عملية عسكرية مكثفة على لبنان، بدءاً بغارات غير مسبوقة على ضاحية بيروت الجنوبية، وانتهاءً باغتيال الأمين العام لحزب الله السابق حسن نصر الله في 27 سبتمبر /أيلول الفائت.

الصدمة

كانت صدمة اغتيال حسن نصر الله عنيفةً على الشارع العربي عموماً والشارعين اللبناني والسوري خصوصاً، لما يحمله الرجل من شعبية ومركز ثقل في محور المقاومة والمشهد السياسي العربي على مدار الـ20 عاماً السابقة، وفقاً لما بثته وسائل إعلام وصحف كثيرة على مدار الأيام الفائتة.

إلا أن الصدمة كانت فعلأً في “إسرائيل” فبعد اغتيال حسن نصر الله، ذهب محللون إسرائيليون ومنهم “آلون بن ديفيد”، المقرب من قيادة جيش الاحتلال، إلى قول أنَّ “سياسة الاغتيال تقود إلى نتائج عكسية، فتعمل على توسيع دائرة العنف، ولن تقضي على من وصفهم بالإرهابيين الذين يتم استبدالهم بآخرين، وفي أحسن الحالات قد تدخل بعض المنظمات في حالة فوضى لمدة من الزمن قبل أن تستعيد عافيتها، وربما تصبح أكثر قوة وتنظيمًا”.

وحدة الساحات

سبق اغتيال حسن نصر الله تفجير أجهزة “البيجر” وأجهزة الاتصال اللاسلكي بين أفراد حزب الله، ما أحدث ارتباكاً مؤقتاً في بنية الحزب، بينما كان الجانب الآخر من محور المقاومة (جماعة أنصار الله الحوثيين) في هذه الأثناء يرسل بين يوم والآخر صاروخاً على تل أبيب، يدخل ملايين المستوطنين الملاجئ.

تابعونا عبر فيسبوك

وجاء التصعيد الأبرز حينما أعلنت أنصار الله عن استهداف مطار “بن غوريون” تزامناً مع عودة نتنياهو من نيويورك عقب خطابه الاستعراضي في الأمم المتحدة، ليلة الـ27 من سبتمبر (ليلة اغتيال نصر الله).

كما كانت الفصائل العراقية ترسل بين الفينة والأخرى طائرات مسيرة على الداخل المحتل إسناداً لغزة، وذلك على وقع شعور نتنياهو جيشه بنشوة النصر عقب تحقيق إنجازات ضد حزب الله، ربما كان آخرها ما أعلنته “إسرائيل” أمس عن بدء عملية برية محدودة في جنوب لبنان، لم يتحقق منها شيء حتى الآن.

إيران.. الاستفاقة من النشوة

وقبل أن يستفيق نتنياهو و”الجيش الإسرائيلي” من نشوة النصر؛ ظهر الرجل يسير بهدوء في تل أبيب لإظهار أنه لا يعاني من ضغط مثلما تعاني القوى التي يحاربها.

لكن المفاجأة جاءت عبر قصف إيراني بنحو 200 صاروخ دفعت بـ “إسرائيل” كلها إلى الملاجئ.

الأمر الذي جعل العديد من الإسرائيليين يشيرون في مواقع التواصل إلى أن “شهر أكتوبر (تشرين الأول) هو شهر النكبات لدينا، لم ننسَ بعد السابع من أكتوبر الماضي واليوم حماس وإيران ذكرونا فيه”، في إشارة لعملية إطلاق النار في يافا والقصف الإيراني.

تابعونا عبر فيسبوك

ويعتقد العديد من المراقبين أن الرد الإسرائيلي على القصف الإيراني ستقابله موجات الصواريخ والمسيرات من العراق ولبنان واليمن وإيران”؛ حيث يتساءل سعيد زياد المحلل بالشؤون الإستراتيجية: “كيف سيكون موقف “إسرائيل” إذا تعرضت لهجوم مشترك عليها من قبل إيران وحزب الله؟”.

وأيا يكن مسار الأحداث الآن؛ فالحرب لا تزال طويلة ولن تنتهي قريباً وسيكون عنوان “المرحلة الصبر والثبات والسكينة وبرودة الأعصاب والاستنزاف وإدامة المعركة” وفق العديد من المراقبين.

شاهد أيضاً: إيران تباغت “إسرائيل” بهجوم غير مسبوق.. إليكم ما حدث ؟! (فيديو)