على ماذا تخاف فرنسا من “تل أبيب” في لبنان ؟!
تصريحات داعمة لوحدة لبنان ودعوة إلى مؤتمر دولي، ملامح دبلوماسية فرنسية نشطت مؤخراً على الجبهة اللبنانية، تأمل من خلالها فرنسا، أن تؤدي إلى “إسكات صوت المدافع، وعودة الهدوء إلى البلد العربي”.
آخر تلك التحركات، دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت، “الحزب” إلى “إيقاف قصف إسرائيل، والتوصل فوراً إلى وقف لإطلاق النار في لبنان”.
وفي اتصال هاتفي برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قال ماكرون، إن “فرنسا ستواصل جهودها لحشد المجتمع الدولي في إطار المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان وسيادته والذي سينظم في باريس في 24 تشرين الأول الجاري”.
فيما أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري خلال الاتصال، على الموقف الرسمي اللبناني الذي تبنته الحكومة اللبنانية المُطالب بوقف فوري لإطلاق النار ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية، تطبيقاً للقرار الأممي 1701، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء اللبنانية.
تابعونا عبر فيسبوك
ويرى محللون أن التحرك الفرنسي المتزايد، يأتي من خشية الرئيس الفرنسي أكثر من أي وقت مضى على أمن جنوده الذي يعملون في إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، والذي يزيد عددهم عن 700 جندي فرنسي، لاسيما بعد إطلاق دبابة ميركافا تابعة لـ”الجيش الإسرائيلي” النار الخميس الماضي، باتجاه برج مراقبة في مقرّ القوة الأممية بالناقورة.
ويوم السبت، أعربت 40 دولة على الأقل السبت عن “دعمها الكامل” لقوة الأمم المتحدة الموقتة المنتشرة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، خاصة على حماية عناصرها الذين أصيب 5 منهم خلال 48 ساعة.
وبحسب المحللين، فإن فرنسا تخشى من اتخاذ جنود “اليونيفيل” كدروع بشرية من طرف “إسرائيل” في خضم المعركة الدائرة حالياً، مشيرين إلى أن باريس تستشعر خطورة الوضع الحالي في ظل ضربات الحزب خلال اليومين الماضيين ضد جنود “إسرائيليين” أو في “العمق الإسرائيلي”، مما رفع الأصوات المطالبة بضرورة وقف إطلاق النار.
سبب آخر دفع باريس إلى الدخول بقوة على الساحة اللبنانية، ففرنسا تخشى من أن يؤدي التصعيد العسكري وخاصة أي ضربة عسكرية ضد إيران، أو استهداف لمنشأتها النفطية، إلى رفع أسعار النفط.
وكانت الدول الأربعون، وبينها كذلك إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا، قالت في بيانها: “نعتبر دور اليونيفيل بالغ الأهمية خصوصاً في ضوء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط”.
وحذّرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “يونيفيل” السبت، من نزاع إقليمي “كارثي” فيما يقاتل “الجيش الإسرائيلي” مقاتلي جنوب لبنان وفصائل قطاع غزة، الذين تعتبرهم “تل أبيب” متحالفتين مع إيران.
وقد استهدفتها نيران “إسرائيلية”، الأمر الذي أثار منذ الجمعة انتقادات دبلوماسية دولية وإدانات، صدرت كذلك عن الولايات المتحدة حليفة “إسرائيل”.
وتنتشر قوات “اليونيفيل” في جنوب لبنان على الحدود. وهذه القوة التي تضم أكثر من 9500 جندي، عالقة في مرمى النيران بين “إسرائيل” و”الحزب”، منذ أن تم فتح جبهة ضد “تل أبيب” في تشرين الأول 2023.
شاهد أيضاً : لبنان يعلن توقيف مجموعة من “الجواسيس” ؟!