ماذا ينتظر “تلّ أبيب” في الجنوب اللّبنانيّ ؟!
أعلنت “إسرائيل” منذ أيام بدء اجتياح بري للجنوب اللبناني وللمرة الثانية، إلّا أن المجريات على الأرض تبدو ضبابية وبكثافة على “الجيش الإسرائيلي”، وسط تصدي عنيف من قبل مقاتلي “الحزب”.
ويتحسس “الجيش الإسرائيلي” موقع قدمه قبل التوغل في الجنوب خشية التعرض لخسائر فادحة تلقي بالشكوك بشأن جدوى الاجتياح البري، والذي جاء في أعقاب ما تعتبره “تل أبيب انتصارات استراتيجية في حربها مع الحزب”، بعد اغتيال غالبية قادة “الحزب” بمن فيهم أمينه العام حسن نصر الله.
وتشنّ إسرائيل هجومها البري الرابع في جنوب لبنان خلال 5 عقود، حيث تواجه قواتها مجدداً تضاريس المنطقة الوعرة المليئة بالمخابئ والكمائن.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس يؤكد جوناثان كونريكوس، الذي قاتل في لبنان وعمل ضابط اتصال “إسرائيلياً” مع قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “يونيفيل” بين عامي 2009 و2013، أن منطقة القتال “أكبر بكثير” و”التضاريس صعبة للغاية بالنسبة لقوة غازية”.
تابعونا عبر فيسبوك
ويضيف كونريكوس، الذي يعمل حالياً في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” في واشنطن، أن “قدرة المناورة تقتصر على الطرق القائمة وجميع المسارات تعبر من مناطق سكنية، كما تسمح التضاريس للحزب باستخدام الصواريخ المضادة للدروع والعبوات الناسفة”
وتقول ضابطة استخبارات “إسرائيلية” لوكالة “فرانس برس”، “بمجرد عبور الحدود تبدأ فجأة بالانحدار والصعود”، “هناك صخور يمكن استخدامها مخابئ، ومناطق لا يمكن عبورها بالمركبات. كما أنه من الصعب السير هناك”.
ويعتقد خبراء “إسرائيليون”، أن “الحزب” حفر شبكة أنفاق في التلال وأنشأ فتحات مخفية في منازل.
وقبل أيام قليلة من اغتياله، حذّر الأمين العام لـ”الحزب” حسن نصرالله “إسرائيل”، من أي محاولة لإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان.
وقال حينها في خطاب، إن “الحزام الأمني سيتحول إلى وحل وإلى فخّ وإلى كمين وإلى هاوية وإلى جهنّم لجيشكم إذا أحببتم أن تأتوا إلى أرضنا”.
وفشلت “إسرائيل” خلال الأيام الماضية في تحقيق اختراق يذكر في الجنوب، وتعرضت قواتها لكمائن عند خط المواجهة الأول قرب الحدود خلفت قتلى ومصابين.
يشدد الخبراء على أن “الجيش الإسرائيلي” و”الحزب”، قد تغيرا منذ آخر مواجهة مفتوحة بينهما.
ويؤكد خبراء عسكريون لوكالة “فرانس برس”، أن لدى “الحزب مخزوناً كبيراً من الصواريخ المضادة للدروع وأسلحة أخرى”. كما أوضحوا أن “هذا ما يعتمد عليه بشكل كبير في وقف تقدم الدبابات الإسرائيلية، وهو لا يستخدمها حتى الآن، ويعتمد على الكمائن والفخاخ والمتفجرات”.
شاهد أيضاً : على ماذا تخاف فرنسا من “إسرائيل” في لبنان ؟!