هنا سوريا.. لماذا لا يردّ البلد الجريح على “إســ.رائيل” ؟! (تقرير)
ارتمت في أحضان عبد الناصر “بلا شروط” كي لا تسقط في أحضان «حلف بغداد».. فاستغلت مصر اندفاعها القومي وجعلت منها دولة وحدة “تحت الوصاية”.. فغضبت وانفصلت، حتى لعنتها كل إذاعات عبد الناصر!
وضعت يدها في يد السادات لتحرير الأرض.. فخذلتها مصر مرة أخرى ووضعت خطة لتحريك الأرض تحت أقدام “إسرائيل” بقصد التفاوض.. وكان الختام “اتفاقية سلام”!.
دخلت الأراضي اللبنانية بطلب رسمي ودعم عربي لإيقاف الحرب الأهلية وإعادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى رشدها ومنع تفكك لبنان.
هناك صافحها الجميع واشتبك معها الجميع وشتمها الجميع.. وهناك قاتلت “إسرائيل” وجهاً لوجه وأجهضت “اتفاقية سلام” معها كادت تصبح أمراً واقعاً..
هناك بقيت عيونها على عدو واحد حتى أخرجته عام 2000 من جنوب لبنان بالطريقة التي تعرفونها جميعكم.. يقول السيد: بيروت دمرها شارون وحماها حافظ الأسد!.
خذلها العرب في “كامب ديفيد” و”وادي عربة” و”أوسلو”.. ودعم أردن الملك حسين وعراق صدام حسين تمرّد الإخوان المسلمين ضد حكومتها بالسلاح والمعسكرات، حتى اضطرت لحشد 20 ألف جندي من قواتها على حدود المملكة الهاشمية وهددت باللجوء إلى وسائل “غير أخوية” للدفاع عن أمنها.. وحسمت الأمر!.
وقفت في وجه الغزو الأمريكي للعراق “قولاً وفعلاً”.. وحيدةً، مهدّدَة، بينما كان أغلب العرب يصفقون للسيد “دبليو” ومن بقي يخشى الاعتراض.. حتى صارت غرف الأخبار في واشنطن تطلق عليها لقب “الثمرة اليانعة”، وتكشف تسريبات عن خطة أمريكية لتوجيه ضربة عسكرية “ماحقة” لها، تحرم المقاومة العراقية من عمقها الاستراتيجي الوحيد!؟
قيل في نشرة العاشرة: إن ثمة قرار غربي نهائي بإلغاء “الإمبراطورية السورية” الممتدة في الجوار والتي تضايق أمريكا و”إسرائيل”.. قيل يجب إعادتها إلى حدودها الداخلية، ومن ثم تغيير نظامها السياسي.. وسرّبت الصحف الغربية 3 سيناريوهات: الحرب المباشرة أو انقلاب القصر أو تفعيل انتفاضة داخلية!؟
هل يذكركم السيناريو الأخير بشيء؟.. بطانيات السلاح عام 2011 وحليب “تي إن تي” المجفف أو شيء من هذا القبيل؟.
مرة أخرى اجتمع فوج من العرب مع الغرب في السعودية.. أكثر من 50 مسؤولاً عربياً وأجنبياً طرح عليهم بندر بن سلطان خطة كتبها بخط يده لإسقاطها، وأخبرهم كيف سيحاصر العاصمة بأربع فِرَقْ مسلحة، كل فرقة لديها 3 قاذفات صواريخ من نوع بازوكا.. تضرب البازوكا داخل العاصمة.. فتحصل فوضى وتصل الفرق إلى القصر الجمهوري وينتهي الأمر!.
وأكمل العرب مسيرة الخذلان القديمة.. ودخل فوج جديد في اتفاقات “أبراهام”!.
تابعونا عبر فيسبوك
لماذا لا يردّ “البلد الجريح” على “إسرائيل”؟ أو لماذا لا يردّ بشكل مباشر؟
لنحو 3 عقود، دعم هذا البلد تنظيمات المقاومة ودرّبها وأمدها بترسانة صاروخية وصلت حدّ الصواريخ الموجّهة، ونقل إليها خبرة تصنيع الصواريخ والعتاد العسكري
منذ حرب تموز في لبنان وحتى تاريخ ما قبل الطوفان، ووفق المعلن من “إسرائيل”، قتل نحو 300 إسرائيلي في الحروب على لبنان والقطاع.. طبعاً لم يتم احتساب خسائر العتاد والخسائر الاقتصادية، ولم يتم احتساب عشرات آلاف الصواريخ التي دكّت الأراضي المحتلة خلال هذه المدة، ولم يتم احتساب خسائر الطوفان الجارية وجبهات إسناده!
تقول “إسرائيل” إن ضرباتها على هذا البلد تهدف لتعطيل مسار تهريب الأسلحة إلى تنظيمات المقاومة، لكن هذه الأسلحة تصل، ثم تضرب الأهداف الإسرائيلية في كل مواجهة.
هنا سوريا.. هنا ورغم جروح الماضي والحاضر الغائرة، لا تزال سوريا “دولة مواجهة” بكل ما بقي فيها من قوة بعد أن جرّدها العرب وبعض أبنائها من بعض قوتها.
سوريا حاضرة في كل صاروخ يطير من أدنى لأعلى، مثل تاريخ هنا يُملى فيُتلى.. حاصروها كيفما شئتم.. فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا!.
شاهد أيضاً: نتنياهو هو المستهدف.. “مسيرة قيساريا” القصة كاملة ؟! (فيديو)