عثرة مشرقية في طريق أعظم دولة غربية.. سوريا ومحور الشرّ ! (فيديو)
عثرة مشرقية في طريق أعظم دولة غربية، وضعتها واشنطن على لوائح الدول الراعية للإرهاب والدول المارقة والدول الشريرة لرفضها منذ الاستقلال حتى اليوم الدخول في الملة الأمريكية الدارجة في العالم العربي.
منذ حرب المعسكرين الباردة اختارت سوريا الوقوف على الضفة السوفيتية، واختارت أمريكا بعد أن عجزت عن دمجها في الأحلاف الغربية مثل حلف بغداد، تصنيفها تحت بند: من ليس معنا فهو ضدنا.
في تلك الفترة كانت «إسرائيل» قد انتقلت من المظلة البريطانية إلى المظلة الأمريكية، وبعد حرب 1973 قررت واشنطن جعل سوريا دولة من ورق عبر شراء جيرانها العرب باتفاقيات منفردة مع “إســ.رائيل”، واعتقد الأمريكيون أن بإمكانهم منح السلام العربي للإسرائيليين من دونها، وهو ما لم تسمح به دمشق حتى اليوم.
أصبحت سوريا بجهود أمريكا دولة محاطة بأنظمة عربية معادية، فقررت الرد على المشاكسة الأمريكية بالمشاغبة، وأثبتت صحة الجزء الثاني من معادلة كسينجر التي غفل عنها أهل البيت الأبيض، المعادلة التي تقول بأنه لا حرب من دون مصر ولا سلام من دون سوريا.
كانت لبنان أولى ساحات المواجهة.. اجتاحت إسرائيل بلاد الأرز بتفويض ومساندة خلفية من إدارة ريغان عام 1982.. وكانت المفاجأة بتفجيرين:
الأول استهدف السفارة الأمريكية في بيروت
والثاني استهدف قوات المارينز هناك وأردى العشرات منهم صرعى
خسرت واشنطن هذه الجولة وانسحبت من خاصرة سوريا الرخوة على الفور!.
تابعونا عبر فيسبوك
كانت حرب تحرير الكويت فترة هدنة.. شاركت فيها سوريا إلى جانب أمريكا وحلفائها العرب لتخفيف الضغوط وشطب اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب في لوائح البيت الأبيض.
سنوات من الهدوء والقمم بين دمشق وواشنطن.. حاولت فيها أمريكا عقد سلام بين سوريا و«إسرائيل».. لكن السوريين رفضوا التوقيع على مبادرات سلام ناقصة.. ولم يدم الهدوء طويلاً.
بدأت سوريا بتحدي المحظورات الأمريكية وكسرت الحصار على العراق بفتح خط تجاري مع بغداد.. ثم جاءت أحداث الحادي عشر من أيلول.. وفتحت أبواب جهنم على الشرق الأوسط.
اجتاحت أمريكا أفغانستان ثم العراق، وصارت على حدود سوريا التي رفعت الفيتو في وجه الغزو الأمريكي للعراق، ورفضت قائمة المطالب الأمريكية التي عُرفت حينذاك بإملاءات كولن باول، وقررت مواجهة الأمريكيين على أراضي العراق قبل أن يصلوا إلى أراضيها.. وكان عليها أن تدفع الثمن.
في ذلك الوقت كانت قد بدأت صياغة مشاريع على الورق في واشنطن لكسر شوكة دمشق.. وأهمها مشروع «الفرصة النظيفة» الذي يقضي بمعاقبة سوريا في لبنان أولاً ثم في سوريا نفسها ثانياً.
صنف بوش الابن سوريا ضمن قائمة الدول المارقة، وصارت دمشق عضواً أساسياً في محور الشرّ ضمن سلسلة من التصنيفات الأمريكية للدول الخارجة عن ملة البيت الأبيض.
أصدرت واشنطن قانون محاسبة سوريا، وصاغ بوش مع شيراك القرار الأممي 1559 لإخراج الجيش السوري من لبنان، ونجحت أمريكا في ذلك، ثم شنت “إسرائيل” حرباً على ذراع دمشق المتين في جنوب لبنان.. وبعث أصدقاء أمريكا العرب وفوداً إلى سوريا يخبرونها بأن هناك قرار كبير ببتر ذراعها اللبناني.. لكن “إسرائيل” فشلت في مهمة تموز.
أرادت واشنطن تغيير سلوك أصحاب القرار في دمشق أو تغييرهم نهائياً.. لكن كل المحاولات السابقة لم تنجح.
جاءت أحداث الربيع العربي فرصة ذهبية لإعادة المحاولة.. اجتمعت واشنطن بأصدقائها العرب والأتراك، وقرروا هزّ سوريا من الداخل، وبنوا لذلك غرف موك وموم.
دخلت أمريكا بكل قوتها الناعمة والخشنة لتغيير النظام القائم نهائياً، ولكن بعد 13 عاماً من الحرب وصل الطموح الأمريكي بالتغيير المرتجى إلى طريق مسدود..
ولا تزال أبواب المواجهة مفتوحة على مصراعيها.
شاهد أيضاً: أردوغان طلب أمراً مستعجلاً من بوتين يخص سوريا.. ما هو ؟!