أسرار تُكشف لأول مرة.. هكذا دعم الزعماء العرب نتنياهو ؟!
كشف الصحفي الاستقصائي الأمريكي الشهير “بوب وودورد” في كتابه “الحرب” عن الدعم الكامل الذي قدَّمه بعض الزعماء عرب للعدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة.
واحتوى كتاب وودورد على تفاصيل مهمة عن لقاءات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن مع الزعماء العرب عقب عملية السابع من أكتوبر 2023.
عبد الله الثاني لا يمكنه دعم “إسرائيل” علناً
وكان أول لقاء أجراه الوزير الأمريكي مع ملك الأردن عبد الله الثاني، الذي قال لبلينكن: “حذرنا “إسرائيل” من حماس، حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، ويجب على إسرائيل أن تهزم حماس، لكني لا استطيع قول ذلك علنًا”.
توجهت طائرة بلينكن إلى البحرين، وهناك سمع أيضًا نفس الكلام الذي سمعه في الأردن، ثم توجه وفريقه المرهق لقضاء ليلتهم في الرياض، كانت تلك هي الدولة الرابعة التي يزورونها.
بن فرحان: لن ندفع دولاراً واحداً لغزة
في صباح اليوم التالي 14 أكتوبر/تشرين الأول، التقى بلينكن بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي لبل لبلينكن: “كان على إسرائيل أن لا تأمن لحماس، وقد حذرنا نتنياهو من ذلك مرارًا، فحماس هي جماعة الإخوان المسلمين”، ثم واصل وزير الخارجية السعودي قوله: “الجماعات الإرهابية لا تحاول القضاء على “إسرائيل” فقط، بل تريد الإطاحة بزعماء عرب آخرين، ونحن قلقون من تداعيات ما تقوم به “إسرائيل” في غزة على أمننا جميعًا، وما سيأتي بعد حماس قد يكون أسوأ، فداعش جاءت بعد القاعدة وهي أسوأ منها”.
سأل بلينكن عن دعم السعودية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، فأجاب وزير الخارجية: “لن ندفع دولارًا واحدًا لتنظيف فوضى نتنياهو”، بعد ذلك، طار بلينكن إلى أبو ظبي للقاء رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، والذي أصر على عدم إيقاف الحرب حتى استئصال حماس في غزة.
آل نهيان: سنمنح “إسرائيل” الفرصة للقضاء على حماس
وقال لبلينكن: “يجب القضاء على حماس، لقد حذرنا “إسرائيل” مرارًا من أن حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، يمكننا أن نمنح “إسرائيل” المساحة والوقت للقضاء على حماس، لكن يجب على إسرائيل أن تساعدنا أيضًا من خلال السماح بدخول المساعدات الإنسانية وإنشاء مناطق آمنة للتأكد من عدم قتل المدنيين، بجانب السيطرة على عنف المستوطنين في الضفة الغربية”.
في نفس اليوم عاد بلينكن إلى الرياض لأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على الاجتماع، بالنسبة لبلينكن، فمحمد بن سلمان “مجرد طفل مدلل”، وعندما التقى معه في الليل، قال ابن سلمان لبلينكن: “أريد فقط أن تختفي المشكلات التي أحدثها السابع من أكتوبر”، وعندما سأله بلينكن عن التطبيع، أخبره ابن سلمان أن التطبيع لم يمت، لكنه لا يستطيع المضي قدمًا في الوقت الحالي.
تابعونا عبر فيسبوك
وقبل عودته إلى “إسرائيل”، عرج بلينكن على القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان للسيسي هدفان فقط: الحفاظ على اتفاقية السلام مع “إسرائيل” التي تم التوقيع عليها عام 1979، ورفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر.
مصر تسلم وثائقاً عن حماس لبلينكن
ثم بعد لقائه بالرئيس المصري، التقى بلينكن وفريقه بوزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات عباس كامل، الذي قدم لبلينكن وفريقه معلومات وخرائط جمعتها المخابرات المصرية عن أنفاق غزة، وقال “إن حماس متجذرة بعمق في غزة ومن الصعب هزيمتهم”.
وفي رسالة موجزة من كامل لوزير الخارجية الأمريكي، والتي أخبره أن ينقلها إلى نتنياهو، نصح قائلًا: “يجب على إسرائيل أن لا تدخل غزة بريًا دفعة واحدة، بل على مراحل، وأن تنتظر حتى يخرج قادة حماس من جحورهم، وعندها يقطعوا رقابهم”، وأدرك بلينكن وفريقه أن كامل لم يكن يمزح، وبالفعل نقل معلومات أنفاق غزة ورسالة كامل إلى نتنياهو.
القادة العرب يكرهون حماس
خلال القمة المناخية الأخيرة، التقت هاريس بقادة مصر والأردن والإمارات وأجرت مكالمات هاتفية مع آخرين، بما في ذلك أمير قطر. قال ملك الأردن لهاريس إنه لا يحب حماس، ويشعر بالضغط من الاحتجاجات الغاضبة في شوارع بلاده كلما استمرت هذه الحرب. وكان جميع وزراء الخارجية العرب مقتنعين بأن “إسرائيل” لا يمكنها هزيمة حماس بشكل فعال ما لم تكن هناك خطة سياسية واضحة.
تابعونا عبر فيسبوك
أرسلت هاريس تقريرًا إلى الرئيس أخبرته فيه أن القادة العرب يكرهون حماس ويرغبون في تحسين علاقاتهم مع “إسرائيل”، كما يدعمون التخطيط لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب، لكنهم لا يستطيعون إعلان ذلك إلا إذا استؤنفت المحادثات نحو إقامة دولة فلسطينية.
كذلك سجل وودورد في كتابه لقاء مهم في 8 يناير/كانون الثاني 2024 جمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وكبار مستشاريه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مخيمه الشتوي بمدينة العلا، دخل بلينكن الخيمة الضخمة وجلس على الأرض، وسأل محمد بن سلمان بشكل مباشر، “هل تريد المضي قدمًا في التطبيع؟”
تابعونا عبر فيسبوك
قال ابن سلمان: “أريد القيام بذلك بشكل عاجل والعودة إلى رؤية 2030 بالتطبيع مع إسرائيل”، سأل بلينكن، ما الذي تطلبه من “إسرائيل” لإتمام التطبيع؟ أجاب ابن سلمان: “أحتاج إلى أمرين لتبرير التطبيع: الهدوء في غزة أولًا، ثم مسار سياسي واضح نحو دولة للفلسطينيين”.
شاهد أيضاً: نتنياهو يرفض مبادرة السيسي لوقف النار بغزة ؟!