لماذا فشل “الجيش الإسرائيلي” بالتقدم في لبنان ؟!
تصاعد النقاشات المنتقدة للحرب في لبنان داخل الأروقة السياسية والعسكرية في “إسرائيل”، انطلاقاً من اعتقاد الكثيرين بأن “الجيش الإسرائيلي حقق ما تريده إسرائيل، بعد اغتيال عدد من قيادات الحزب، وبالتالي على الحكومة البحث والعمل على التوصل إلى تسوية سياسية”.
ولا ينفصل النقاش حول التسوية عن التطورات الميدانية. إذ يزداد القلق من “تعافي الحزب”، وقدرته على تحقيق ضربات تؤدي الى تآكل “المنجزات” والغرق في الوحل اللبناني.
ودعا “أمنيون إسرائيليون”، إلى التوصل الى اتفاق لوقف النار، “يتضمن التغييرات اللازمة لخلق واقع أمني محسّن على طول الحدود، مع الحفاظ على حرية إسرائيل في العمل إذا تبيّن أن القرار 1701 لا يتم تطبيقه”.
وكتبت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية وتحت عنوان “إما التسوية وإما حرب الاستنزاف والحزام الأمني”، نقلاً عن “ضابط كبير في الجيش”، أن “الجيش يقوم بتوسيع العملية البرية إلى منطقة مهمة في ما يتعلق باستعادة الأمن، ومع مرور الوقت، تطرح أسئلة صعبة”.
تابعونا عبر فيسبوك
ونقلت الصحيفة عن الضابط نفسه، “أن نقطة النهاية لن تتأثر باحتلال قرية أخرى، وطالما لم يتم التوصل إلى اتفاق مستدام، سيتعين على الجيش العمل أكثر، لأن الهدف جعل الحزب والحكومة اللبنانية والوسطاء، من الولايات المتحدة إلى روسيا، يأخذون بشروط مواتية لإسرائيل”.
وبحسب الضابط الكبير، فإن “الهدف الآن هو الانتهاء في الوقت المناسب من أجل تعظيم الإنجازات، وهذا يزيد احتمال تلقي الجيش أوامر بمواصلة نشاط المناورة حتى بما يتجاوز الخطة الأصلية. إنها إما تسوية أو حرب استنزاف، وإذا وصلنا إلى حرب استنزاف فسيكون علينا إنشاء شريط أمني، الأمر الذي سيضمن عودة السكان إلى منازلهم”.
لكن السياق العملياتي يبدو مختلفاً تماماً، فبحسب تقرير “يديعوت أحرونوت”، فإنه “بعد شهر من المواجهة البرية، لم تنجح 5 فرق عسكرية إسرائيلية في التقدم والتمركز في الجنوب اللبناني. والحديث يدور حول أكثر من خمسين ألف جندي، أي ثلاثة أضعاف الجنود الذين شاركوا في حرب تموز 2006. ورغم القوة النارية التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي واستعماله سلاح الجو، فقد فشل في احتلال ولو قرية واحدة في الجنوب اللبناني”.
وأشارت “يديعوت أحرنوت”، إلى “أن فشل الجيش في التقدم ناجم عن صعوبة رسم خريطة دقيقة لتمركز قوات الحزب، حيث يفاجأ عند كل تقدم بكثافة نارية رهيبة. وما يزيد من خطورة التقدم، المسيّرات الصغيرة التي لا يمكن مواجهتها”.
كما أن عناصر “الحزب” يسمحون لـ”الجيش الإسرائيلي” بالتقدم تمهيداً لمهاجمته وإيقاعه في كمائن، وهذا أسوأ سيناريو تتعرّض له القوات “الإسرائيلية” بما فيها قوات النخبة مثل “غولاني” وباقي قوات الكوماندوس، بحسب “يديعوت أحرنوت”.
وأضاف ضابط “إسرائيلي”، أن “كلفة أيّ تقدم للجيش وخاصة البشرية منها ستكون مرتفعة وربما أكثر من حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي طوال الحروب التي خاضها منذ أواخر الأربعينيّات حتى طوفان الأقصى. لذلك، سيدخل الجيش الإسرائيلي في مأزق حربي إذا ما تقدم وسيكون أمام سيناريو رهيب”.
شاهد أيضاً : قبل “الثلاثاء الكبير”.. هاريس وترامب في الحراك الأخير ؟!