في اللّاذقيّة.. الحرائق مفتعلة والفلّاح “لا حول له ولا قوّة”
جددت الحرائق الأخيرة في ريف اللّاذقيّة ذكريات أهالي المحافظة مع الحرائق الكبيرة المفتعلة التي اندلعت العام 2020، وأتت حينها على مساحات شاسعة زراعية وحراجية وممتلكات للمواطنين، لاسيما مع توزع الحرائق على رقعة المحافظة وتوسعها والحديث عن كون بعضها مفتعلة.
الحرائق الأخيرة أثارت التساؤل العام “ماذا بقي من غابات اللاذقية”، بعد أن أخذت في العام الماضي مئات الهكتارات من الغابات في مشقيتا وربيعة بريف المحافظة الشمالي، ليصل دخانها ورمادها إلى ذاكرة السّوريين المرتبطة بقرية السّمرا “ضيعة ضايعة”، بعد حريق واسع في جبل السّندرين تعذر إخماده إلى حين هطول الأمطار.
طغى في اللّاذقيّة خلال الأسبوع الماضي أجواء مشمسة ترافقت مع اشتداد في سرعة الرياح الشرقية، تجاوزت سرعتها في أغلب المناطق 60 كم/سا، وانخفاض نسبة الرطوبة الجوية إلى ما دون 15% فقط، ارتفعت معها معدلات الحرائق.
والتي كان معظمها ناجماً عن ممارسات زراعيّة سلبيّة عبر التحريق للتخلص من الأعشاب، لا سيما في الأراضي المزروعة بالزيتون، ليكون استجابة مديرية الزراعة خلال 3 أيام إلى 58 حريقاً منها 9 حرائق حراجية وفق بيانات مديرية الزراعية، فيما تعامل فوج الإطفاء مع 97 حريقاً معظمها حرائق أعشاب وقصب وحرائق زراعية وأخرى في المدن.
وشكلت هذه الحالة على ما يبدو فرصة لضعاف النفوس ومفتعلي الحرائق، لاستغلال هذه الحالة الجوية لافتعال حرائق كبيرة وإلحاق الأذى بمناطق الغابات، التي يصعب السيطرة عليها لا سيما مع تضاريس المنطقة الصعبة.
تابعونا عبر فيسبوك
يتحدث الأهالي لـ “كيو ستريت” عن حريق نشب في غابة صنوبرية في منطقة بللوران بالريف الشمالي، وهي الغابة الوحيدة التي أفلتت في المنطقة من حرائق العام 2020, ليصادف مرور آليتي إطفاء متوجهتين لإخماد الحرائق في قرية البدروسية، لتعمل مباشرة على إخماد النيران قبل تمددها على الجبل.
ويؤكد أحد أبناء المنطقة لـ “كيو ستريت” أنّ وقت نشوب الحريق في اللّيل ليس وقتاً يمكن أنّ يستخدمه المزارعون لتحريق أراضيهم، وأنه شوهدت سيارة في المكان غادرت فوراً بعد نشوب الحريق.
ومع اتساع رقعة الحرائق التي شهدتها المحافظة في كل من المزيرعة وبيت جبرو والبدروسية وكسب وشير القاق وبكاس، وزج كافة إمكانات المحافظة للتغلب عليها ,طُلِب من بقية المحافظات لتقديم المؤازرة المطلوبة.
ويوضح المهندس “جابر صقور” مدير الحراج في مديري الزراعة باللّاذقية في تصريح لـ “كيو ستريت”، أن حريق البدروسية شاركت في إخماده 58 إطفائية منها 16 من محافظة اللاذقية و44 من محافظات حلب و طرطوس وحماة وحمص ودرعا والسويداء ودمشق وريفها و 11 بلدوزر و 3تركس دولاب و 14 فرقة إطفاء حقلية من اللّاذقية والقدموس ومصياف والغاب.
وشارك في إخماد حريق بيت جبرو والمزيرعة وفق المهندس صقور 20 آلية إطفاء 6 من اللاذقية و 2 من حلب و 2 من حماه و 5 من الدفاع المدني و 5 من فوج الإطفاء و بلدوزرين و 4 تركس دولاب و3 فرق إطفاء حقلية و جرار زراعي.
فيما شارك في اخماد الحريق بكاس و شير القاق في الحفة , 12 آلة إطفاء منها 5 من اللاذقية و 2 من حلب و 3 من فوج الإطفاء و 2 من الدفاع المدني وبلدوزر و تركس و 2 فرق إطفاء حقلية .
ولفت صقور إلى الدور الكبير الذي لعبه المجتمع المحلي في مساندة فرق الإطفاء وابعاد خطر الحرائق عن منازل المواطنين، والمساعدة في اخلاء السكان من المواقع القريبة من السكان.
كما بين ان معظم المساحات المتضررة كانت في الأراضي الحراجية لغابات مختلطة من عريضة الأوراق والصنوبرية فيما كانت المساحة الأكبر من الأراضي الزراعية مزروعة بالزيتون بنسبة 80 بالمئة الى جانب أشجار مثمرة أخرى ورمان.
ومع انقضاء فترة الحرائق بدأت المحافظة بتشكيل لجان لحصر الأضرار الناجمة عنها وما تشكله من أثر سلبي على حياة الناس المجتمعية في المجتمعات المتضررة .. على أن تكون اللجان ممثلة من عدة جهات, تتلافى فيها الثغرات التي ظهرت أثناء التدقيق في حرائق العام 2020 و حرائق العام 2023.
شاهد أيضاً: 80 ألف شجرة محترقة كحصيلة أوليّة لحرائق حمص !