ترامب وأرض الرمال والدماء (فيديو)
قصفها عام 2017، وكان على وشك الانسحاب منها حتى آخر جندي عام 2018، وتسليم الرقة لجيشها عام 2019، فعاقبها بأقسى قانون عقوبات لم يشهد التاريخ لنطاقه مثيلاً.
عام 2016.. حين كانت المنافسة بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون على أشدها للوصول إلى الرئاسة، اقترحت كلينتون فرض حظر جوي فوق سوريا، فهاجمها ترامب قائلاً: “سينتهي بنا المطاف في حرب عالمية ثالثة إذا استمعنا إلى هيلاري كلينتون.. نحن لم نعد نحارب سوريا فقط وإنما نحارب سوريا وروسيا وإيران”.
وصل ترامب إلى البيت الأبيض.. وكانت أولى قراراته الكبيرة توجيه ضربة عسكرية على مواقع في سوريا ربيع 2017، بذريعة وقوع هجوم كيماوي في إدلب!.
كانون الأول 2018.. فاجأ ترامب العالم بقراره الانسحاب الكامل من سوريا «قريباً وقريباً جداً»، ووصف مناطق الشرق السوري بأنها “أرض رمال ودماء”، لكنه تراجع بعد ردّ فعل قوي من البنتاغون واستقالة وزير الدفاع وغضب الحلفاء – السعودية “وإسرائيل” – الذين اعتبروا أن هذا الانسحاب سيكون انتصاراً مجانياً لدمشق وموسكو وطهران!.
ترامب تراجع حينها عن الانسحاب المجاني، وقدم عرضاً لدمشق عبر الروس بأنه مستعد للانسحاب مقابل خروج الإيرانيين، لكن دمشق رفضت العرض، وقالت إن الإيرانيين موجودون بطلب منّا أما الأمريكيون فمحتلون.
لاحقاً.. في 2019 أرسل ترامب اثنين من مسؤوليه إلى دمشق بوساطة من مدير الأمن العام اللبناني آنذاك عباس إبراهيم لبحث ملف الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا “أوستن تايس”، وجرت مفاوضات سرية مع اللواء علي مملوك.
وضعت سوريا 3 شروط هي: انسحاب القوات الأمريكية من الرقة كاملة ورفع العقوبات أو بعضها وإعادة العلاقات الدبلوماسية، بينما كان طلب أمريكا الوحيد، هو إعطاء دمشق دليلاً واحداً فقط على أن الصحفي “أوستن تايس” ما زال على قيد الحياة!.
فيما بعد.. وبينما كان الوسيط اللواء عباس في واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، خرج ترامب بتصريح مستفز وأعلن أنه يريد اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، فاتصل اللواء علي مملوك باللواء عباس وطلب منه إيقاف المفاوضات مع واشنطن.
تابعونا عبر فيسبوك
جاءت نتائج المفاوضات المتعثرة في أواخر العام نفسه بـ انتقام أمريكي، تمثّل بخطوتين:
الخطوة الأولى: تراجع ترامب عن الانسحاب المجاني من سوريا، وإعادة تجميع القوات الأمريكية حول آبار النفط، بعد انسحاب جزئي من مناطق شمالي سوريا، وإعطاء تركيا الضوء الأخضر للتوغل في هذه المناطق عبر ما عرف بعملية “نبع السلام”.
الخطوة الثانية: توقيع ترامب قانون قيصر لمعاقبة سوريا اقتصادياً، دخل حيّز التنفيذ بعد 6 أشهر في حزيران عام 2020.
ترامب رجل المفاجآت والصفقات، الذي ينوي تخفيف الأعباء العسكرية في الخارج وأيضاً تخفيف أعباء المهاجرين، أعلن في خطاب الفوز أنه لن يشنّ أية حروب إنما سيقوم بوقفها، حتى إن وزير الخارجية التركي قال بعد فوز ترامب إن أنقرة لا تستبعد انسحاب أمريكا من سوريا والعراق بعد الانتخابات الرئاسية.. فهل ينسحب من سوريا؟
تداعيات حرب غزة ولبنان غير معلومة النهاية حتى الآن، كما أنه لا يمكن التنبؤ بتصرفات ترامب، كل ذلك يجعل من الصعب التكهن بما سيحدث، وحتى إن حصل انسحاب من الشرق السوري فـهل سيكون لصالح سوريا أم لصالح تركيا كما حدث سابقاً؟!.
لكن المؤكد أن ترامب لن يغضب صديقيه المقربين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد كثيراً.. على الأقل لن يعطل مسيرة التطبيع الجارية مع دمشق!.
الطرف الوحيد في سوريا الذي عليه أن يقلق هو قوات قسد.. لا بدّ أنها بدأت تتحسس رأسها!.
شاهد أيضاً: ترامب قد يحوّل كابوس “قسد” إلى حقيقة في سوريا ؟!