سيناريو جديد لتوزيع الدعم.. كيف سيستفيد السوريون من “الكاش” ؟!

بعد 5 أشهر من قرار الحكومة السّورية بإعادة هيكلة الدعم وتحويله إلى نقدي، وبعد أنّ تم إطلاق تطبيق منصة الدعم النقدي منذ أكثر من شهر تقريباً، ما السيناريو المتوقع لآلية توزيع المواد المدعومة في سوريا ؟!.

أمام ذلك، بيّن الأستاذ في القانون والبرلماني السّابق “محمد خير العكّام”، أنّ إيجابيات التحوّل إلى الدعم النقدي هو إيصال الدعم إلى مستحقيه، والقضاء على حلقات الفساد، التي كانت تذهب لأصحاب رؤوس الأموال.

واعتبر العكّام أنّ أكثر من نصف المبلغ الذي كان يرصد للدعم، كان يذهب إلى غير مستحقيه، فتصرفه الدولة من الخزينة على أنّه دعم بينما لا يحقق الهدف.

لكن إذّا تم رصد المبلغ ذاته في التحول الجديد، فيجب أنّ يتم مسح الأسر التي بحاجة للدعم، وتوزيع المخصصات نقداً، وبالتالي يتم القضاء على حلقات الفساد.

وأشار الأستاذ في القانون إلى أنّ الفكرة تحتاج إلى متطلبات لإنجاحها، أهمها إيجاد قاعدة بيانات دقيقة تعبر عن واقع الأسر السّورية، “من بحاجة إلى الدعم ومن لا”، مع تحديد عدد أفراد الأسرة، حتى يتم رصد المبلغ المخصص لها.

تابعونا عبر فيسبوك

وأوضح خلال حديث لـ “كيو بزنس”، أنّ هذا الجهد يجب على الحكومة القيام به، لذلك الفكرة تحتاج مسوحات لها علاقة بالأمر، ويجب أنّ تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل باعتبار أنها المعنية بالمسوحات الاجتماعية.

كما أيّد فكرة أن يتم تحديد البدل النقدي وفقاً لمتوسط عدد أفراد الأسرة، وترك الحريّة لرب الأسرة باستخدام البدل النقدي “الكاش” لشراء حاجياته الأساسية وليس فقط للمواد المدعومة.

أو تقييد حركة الشّراء من مراكز بيع معيّنة على سبيل المثال “السّورية للتّجارة”، وأشار إلى أنّ هذا السيناريو أيضاً من مصلحة المواطن، نظراً لانخفاض أسعار المؤسسة السّورية عن الأسعار في الخارج.

العكام وفي معرض حديثه انتقد فكرة الدعم الحكومي للمحروقات، وأضاف “لا يجوز تحديد كميّة محروقات لكل الأسر، ويجب الاعتماد على عدد الأفراد وبرودة المنطقة”.

وذكر في ختام حديثه أنّ فكرة الدعم مرتبطة بالقدرة على الدفع، عن طريق تأمين السلع الأساسية القادرين على شرائها، منوّهاً بأن السبب الرئيسي لفكرة الدعم هو انخفاض مستوى الأجور.

فإذا تم رفع مستوى الرواتب وأُلغيت الهوّة بين الأجور والأسعار، فإن المواطن لم يعد بحاجة إلى الدعم، باستثناء الأسر الهشّة التي تعاني من مشكلة صحيّة أو بطالة.

شاهد أيضاً: الدعم الحكومي.. قرارات بلا تصوّرات فماذا عن الأسعار ؟!