«الميثاق الملّي».. لهذا السبب تصرّ تركيا على «منطقة آمنة» شمال سوريا
إذا أردت أن تعرف لماذا تصرّ تركيا على «منطقة آمنة» شمال سوريا، فعليك أن تعرف ما هو «الميثاق الملّي».
كانون الثاني 2018.. كانت تركيا تستعد لإطلاق عملية «غصن الزيتون» شمال سوريا، والهدف: السيطرة على منطقة عفرين وطرد الوحدات الكردية منها.
في ذلك الوقت أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحات خطيرة، وقال: «لا تنسَوا حساسيتنا تجاه حدود الميثاق الملّي. حدود الميثاق هي حيث يوجد الآن الإرهاب في شمال سوريا وشمال العراق».
في كانون الثاني 2019، بررت الحكومة التركية منح الجنسية لنحو 76 ألف لاجئ سوري، حيث قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو: «62% من اللاجئين السوريين في تركيا جاؤوا من أراضي حدود الميثاق الملّي، وهذا سبب يخوّلهم الأحقيّة في أن يصبحوا أتراكاً»
فما هو «الميثاق الملّي»؟
مع نهاية الحرب العالمية الأولى وتكبد العثمانيين خسائر كبيرة، انعقد البرلمان العثماني المعروف باسم «مجلس المبعوثان» عام 1920، وأعلن عن «ميثاق ملّي» يرسم الحدود الجديدة لتركيا.
خريطة «الميثاق الملي» تقتطع ثلث مساحة سوريا في الحسكة والرقة وحلب وإدلب.
تابعونا عبر فيسبوك
رفضت دول الحلفاء (فرنسا وبريطانيا) حدود «الميثاق الملّي»، وانتهت المفاوضات بتوقيع «اتفاقية لوزان» صيف 1923، تم بموجبها الاعتراف بالدولة التركية الجديدة المعروفة بحدودها الحالية، وبحدود الدول المستقلة عن الإمبراطورية العثمانية، بما في ذلك سوريا بحدودها الحالية.
نقضت تركيا المعاهدة أول مرة بضمها «لواء اسكندرون» عام 1939، وهي اليوم تستحضر الميثاق العثماني مجدداً للتوسّع في سوريا.
4 عمليات توغّل تركي شمالي سوريا خلال 5 سنوات، تبعها عمليات تغيير ديموغرافي وسياسات تتريك وإنشاء ميليشيا موالية.
الجيش التركي يستعد لعملية عسكرية خامسة تدمج مناطق العمليات الأربع، لإعادة توطين مليوني لاجئ سوري مع اقتراحات بإعطائهم الجنسية التركية، فتنشئ بذلك منطقة نفوذ قوية على أساس ولاء اللاجئين السوريين العائدين، وتصبح هذه المنطقة لاحقاً إقليماً تابعاً لتركيا، سواء بالقوة أو بالاستفتاء!
شاهد أيضاً: الاستعدادات اكتملت.. الجيش التركي ينتظر القرار النهائي للتوغل شمال سوريا