صحيفة سعودية تنشر قائمة الشروط السورية والتركية للتطبيع
صحيفة سعودية تنشر قائمة الشروط السورية والتركية للتطبيع
أظهرت المحادثات الأمنية السورية التركية، في موسكو، استمرار الفجوة بين الجانبين من جهة وتصاعد الرغبة الروسية بحلها.
وتطالب دمشق بـ”جدول زمني” للانسحاب، خصوصاً أن تركيا تسيطر على جيوب سوريا تساوي ضعف حجم لبنان، وتتمسك أنقرة بـ”مناطق آمنة” شمال سوريا، في وقت يواصل الجانب الروسي وساطته لردم الفجوة والبناء على اهتمام الجانبين، السوري والتركي، البحث عن “تنسيق ضد الأكراد والحركات الانفصالية”.
بعد لقاءات أمنية سرية عدة بمستويات مختلفة في ريف اللاذقية وطهران وموسكو واستمرار عمل القنصلية السورية في إسطنبول التي غالباً ما بلغتها أنقرة بمواعيدها العسكرية في سوريا، رعت موسكو في بداية 2020 لقاءً علنياً بين المخابرات السورية والتركية بثته وكالتا الأنباء الرسميتان في البلدين.
وكرر الجانبان موقفيهما، إذ طالب الجانب السوري بالتزام “أنقرة” باتفاقات سوتشي بين الرئيسين التركي “رجب طيب إردوغان” والروسي “فلاديمير بوتين” للعام 2018، إضافة إلى فتح طريق حلب – اللاذقية، وإجراء انسحابات من الأراضي السورية.
في المقابل، طالب الجانب التركي بالتعاون ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية و”حزب العمال الكردستاني”، والبحث عن تسوية سياسية، بحسب ما نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”.
عملياً، لم يسفر اللقاء عن اختراق كبير.
وكأن الأسد وإردوغان أرادا فقط عدم إعطاء الانطباع بمعارضة وساطة بوتين.
ومع ذلك، ذهب كل من الجانبين السوري والتركي في مساراته وأولوياته، إلا أن الحرب الروسية في أوكرانيا حركت الجمود السوري.
تابعنا على فيسبوك
أراد إردوغان بحسب الصحيفة الذي بات في موقع أفضل بسبب حاجة موسكو وواشنطن إليه، شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، وبالفعل، جهز جيشه وفصائل موالية، وحدد موعد التوغل في نهاية “تموز”.
وأراد إردوغان التنسيق مع «المرشد» الإيراني علي خامنئي والرئيس الروسي خلال قمة طهران في 19 يوليو.
وحسب مصادر حضرت القمة، فإن الجانبين الروسي والإيراني قالا بوضوح لإردوغان إنهما ضد العملية العسكرية، وإنهما «يفضلان أن يتحدث إردوغان مع الأسد، كما أنهما يفضلان التركيز حالياً على «التوحد ضد الحركات الانفصالية المدعومة أميركياً في شمال شرقي سوريا»، وعليه، اعتبر بوتين وخامنئي أنهما «نجحا في إقناع إردوغان في التعاطي مع الأسد» وأن «القمة الثلاثية إشارة نصر للأسد».
ونجح بوتين في إقناع الأسد وإردوغان في إرسال علي مملوك وحكان فيدان، اللذين يعرفان بعضهما بعضاً بشكل جيد، إلى موسكو التي استضافت جولة من المحادثات السرية بينهما في يوليو، شارك في جانب منها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
وحسب قول مصادر روسية وغربية وعربية لـ«الشرق الأوسط»، فإن مملوك وفيدان قدما لائحة طويلة من المطالب القصوى.
تضمنت المطالب السورية احترام السيادة السورية، ووضع جدول زمني للانسحاب التركي من الأراضي السورية، ووقف دعم الجماعات الانفصالية، وإعادة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل مدعومة من تركيا منذ 2015، واستعادة السيطرة على معبر باب الهوى بين تركيا وإدلب، وفتح طريق “إم 4” الذي يمتد من حدود البحر المتوسط غرباً إلى العراق شرقاً وتسيطر عليها قوات سورية وتركية وكردية، ومساعدة دمشق على تخطي العقوبات الغربية (كما تفعل تركيا مع العقوبات ضد روسيا) وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، والمساعدة في إعمار سوريا، ومساعدة دمشق على استعادة السيطرة على الثروات الطبيعية من نفط وغاز وزراعة شرق الفرات.
أما مطالب تركيا، التي تعتقد أن دمشق غير قادرة لوحدها على محاربة الأكراد، فتشمل: عملاً جدياً ضد “حزب العمال الكردستاني” وجناحه السوري “وحدات حماية الشعب” الكردية، والتعاون بين أجهزة الأمن في البلدين لضبط الحدود، ومفاوضات مع المعارضة السورية المدعومة من تركيا للوصول إلى تسوية سياسية، وعودة اللاجئين السوريين، وإنشاء مناطق آمنة في حلب ومناطق أخرى شمال سوريا بعمق 30 كلم، ومساعدة وتسهيل عمل اللجنة الدستوري السورية.
استطراداً، لا تزال موسكو متمسكة برفض انعقاد اللجنة الدستورية السورية في جنيف. ورغم زيارة المبعوث الأممي غير بيدرسن إلى روسيا، فإن المعطيات تشير إلى استبعاد انعقاد اللجنة في الأشهر المقبلة، وأن أحد الخيارات هو عقدها في أستانة، علماً بأن إردوغان اقترح في طهران عقدها في مدينة يكون فيها مقر أممي.
أيضاً، يعقد المبعوثون الغربيون الثلاثاء المقبل في جنيف، اجتماعاً تنسيقياً، بطلب من المبعوث الأمريكي إيثان غولدريش، لـ”تنسيق المواقف العربية والغربية المعارضة للتطبيع العربي مع دمشق، وللتأكيد أن جنيف مكان طبيعي لعمل اللجنة الدستورية”.
شاهد أيضاً: أمريكا تستحدث منصب سفير للقطب الشمالي