«زابوريجيا».. قصة جديدة بين روسيا وأوكرانيا
في أوقات الحروب، يصعب التثبت من الأحداث، وتنفتح أبواب الاتهامات المتضادة، وتذوب الصواريخ في قاع الضبابية المغلفة للواقع الميداني.
هذا بالتحديد ما حدث، اليوم الخميس، في محيط محطة “زابوريجيا” النووية بأوكرانيا، قبل زيارة يجريها فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المنشأة.
وفي البداية، اتّهمّت السلطات الأوكرانية الخميس، روسيا بقصف مدينة إنرغودار حيث تقع محطة زابوريجيا النووية، في اليوم الذي ستزورها بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكتب رئيس بلدية هذه المدينة دميترو أورلوف من منفاه على تطبيق “تليجرام”، أن «الروس يشنون قصفاً مدفعياً على الطريق الذي يُفترض أن تسلكه بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو محطة زابوريجيا» التي يسيطر عليها الروس، مؤكدا أنه لا يمكن للوفد أن “يكمل طريقه” نحو المحطة “لأسباب أمنية”.
وكان الأوكرانيون اتهموا، الأربعاء، الروس الذين يسيطرون على إنرغودار والمحطة النووية بقصف المدينة بنيّة تحميل المسؤولية للقوات الأوكرانية.
تابعنا على فيسبوك
في المقابل، جاء رد موسكو سريعاً، إذ اتّهم الجيش الروسي القوات الأوكرانية بإرسال فريق من “المخرّبين” إلى قرب محطة زابوريجيا النووية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «نحو الساعة السادسة (الثالثة بتوقيت غرينتش)، نزلت مجموعتان مخرّبتان من الجيش الأوكراني، يصل عدد أفرادها إلى ستين شخصا، من على متن سبعة قوارب (…) على بعد ثلاثة كيلومترات نحو شمال شرق محطة زابوريجيا النووية».
وأضافت الوزارة إنها «اتّخذت “تدابير للقضاء على العدو”، معلنة القضاء على مجموعتي القوات الأوكرانية عقب محاولة الهجوم على المحطة النووية».
ولا يمكن التثبت من أي من الروايتين بسبب صعوبة الوضع الميداني، وعدم وجود وسائل إعلام تعمل بشكل مستقل على الأرض في المنطقة التي تشهد توتراً متزايداً.
بمن جهته، أقر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي تزايدا للنشاط العسكري في محيط محطة زابوريجيا، لكنه تمسك بزيارة وفد الوكالة للمحطة الأوكرانية.
وقال في تصريحات للصحفيين «هذا لن يوقفنا»، مضيفاً «لدينا هدف مهم للغاية يجب إنجازه».
ومضى قائلاً «سنبدأ فوراً في تقييم حالة الأمن والسلامة لمحطة زابوريجيا النووية»، متابعاً «ننظر في إنشاء وجود مستمر بمحطة زابوريجيا النووية».
ويستعد فريق تفتيش تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، لزيارة محطة الطاقة النووية التي تستهدفها عمليات قصف منذ أسابيع وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بالمسؤولية عنها.
شاهد أيضاً: موسكو وبكين ترغبان بإنهاء تمرير المساعدات عبر الحدود في سوريا