ألمانيا تستعد للـ«واقع المر» !

كشفت ألمانيا أن إمدادات الغاز الطبيعي آمنة، رغم وقف غازبروم تدفقات الغاز الروسي عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” الرئيسي إلى أوروبا إلى أجل غير مسمى.

المتحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية، وفي بيان، اعترفت بأن سوق الغاز يعاني من توترات، لكنها رأت أن إمدادات بلادها من الغاز آمنة، بينما تجنبت التعليق على الخطوة الروسية، موضحة أن «ألمانيا “لاحظت بالفعل عدم موثوقية روسيا في الأسابيع القليلة الماضية».

وتواجه ألمانيا “الواقع المر”، مع عدم استئناف روسيا لإمدادات الغاز إليها، حسبما توقع وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، منتصف الأسبوع الجاري، في حلقة نقاشية مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قائلًا، “إنها لن تعود.. إنه الواقع المر”.

وكانت موسكو بالفعل تخفض الإمدادات، قبل أن توقف ضخه تماماً، إلى 20% فقط من السعة الاستيعابية المعتادة لخط الأنابيب نورد ستريم 1 من روسيا إلى ألمانيا.

وأوقفت مجموعة غازبروم الروسية تدفقات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 الحيوي إلى أوروبا، “بالكامل”، حتى انتهاء إصلاح أحد التوربينات الرئيسية، بعدما كان من المقرر أن يعاود العمل غداً بعد اكتمال أعمال الصيانة.

وأرجعت الشركة، في بيان، الوقف إلى اكتشاف “تسرب زيت” في التوربين خلال عملية الصيانة، مضيفة أنه “حتى إتمام الإصلاح، يُعلَّق نقل الغاز عبر نورد ستريم بالكامل”.

تابعنا عبر فيسبوك 

إلى ذلك، توقعت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني ارتفاع أسعار التجزئة للغاز في ألمانيا 200% على أساس سنوي في المتوسط في الربع الأخير من هذا العام، مع توقف الإمدادات الروسية إليها لتنخفض تدريجيًا حتى نهاية 2025، وبالتبعية سترتفع أسعار الكهرباء، وإن كان بدرجة أقل بكثير، وذلك مع ترجيح اتخاذها تدابير إضافية على الإجراءات الحالية، التي تشمل تطبيق ضريبة على جميع مستهلكي الغاز، لتمرير 90% من تكاليف استبدال الإمدادات الروسية.

ورجحت ارتفاع التضخم الألماني إلى 9.6% في 2022 من 7.6% متوقعة حالياً، و12.2% في 2023 مقارنة مع 4.1% متوقعة حالياً، و3.4% في 2024 مقارنة مع 2.3% متوقعة حالياً، كما توقعت انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.4% في 2023 حال وقف إمدادات الغاز الروسي، مقارنة مع نمو 2% متوقعة حال استمرار تدفق الغاز.

ويوفر الغاز الطبيعي 26% من إجمالي متطلبات الطاقة في ألمانيا، ويعتمد نشاط توليد الكهرباء بنسبة 15% على الغاز الطبيعي، وقد اعتمدت ألمانيا بصورة متزايدة على الغاز الروسي، ففي عام 2020، نقلت الأنابيب من روسيا ما يقرب من 60% من إمداداتها من الغاز، بموجب عقود طويلة الأجل، في الغالب.

وبالنظر إلى حجم الاقتصاد الألماني، تمثل هذه النسبة ما بين 55 – 60 مليار متر مكعب، و15.3% من إجمالي الطاقة المتاحة لديها، في حين استوردت فرنسا 16% فقط من غازها الطبيعي من روسيا، واستوردت بريطانيا نحو 6% فقط، في هيئة غاز مسال.

شاهد أيضاً: الهند تتقدم على بريطانيا في قائمة أكبر الاقتصادات