«مخيم الهول» التركة الثقيلة.. «قسد» تسعى للتخلص منه
على الرغم من استخدامها كورقة تستغل بها دول العالم تستفيد منها طيلة السنوات الماضية إلا أن “مخيم الهول” في محافظة الحسكة أصبح على ما يبدو تركة ثقيلة تسعى القوات التركية وميليشيا “قسد” للتخلص منها على وجه السرعة في ظل التهديدات المتعددة التي تحيط بهم في المنطقة والخشية من عودة تنظيم “الدولة”.
المخيم الذي يقع شرق مدينة الحسكة بالقرب من الحدود العراقية أنشأ في تسعينيات القرن الماضي لاستقبال العوائل المهجرة من العراق من عراقيين وفلسطينيين إبان حرب الخليج الأولى ومع دخول سوريا الحرب وطيلة سنوات الأزمة وبعد سيطرة “قسد” على مساحة واسعة من أراضي محافظة الحسكة ومنها المخيم، ضم النزلاء فيه ومنهم العوائل السورية المهجرة من أرياف الحسكة ودير الزور والرقة وريف حلب وبعد قتال ما يسمى التحالف و”قسد”، تنظيم “الدولة” قاموا بتخصيص جزء منه لعوائل التنظيم، حيث يضم المخيم حالياً ما يقارب 65 ألف نسمة 12 ألف منها نساء وأطفال التنظيم “المذكور” من مختلف الجنسيات العالمية.
مخيم الهول الورقة الرابحة سابقاً
وطيلة السنوات الماضية استطاعت “قسد” أن تسوق نفسها كفصيل مسلح شريك للتحالف في قتال الميليــ.شيات المتطرفة في سوريا ومنها تنظيم “الدولة” وسعيها المستمر لمنع عودته مستغلة بذلك الدعم المالي الكبير المقدم لها من قبل الدول التي تدعمها مقابل أن يبقى عناصر “التنظيم” الأجانب محتجزين في سجونها ومخيماتها، إضافةً إلى استغلال قوات التحالف الغربي الذي يمدها بمختلف أصناف الأسلحة.
“قسد” سعت كذلك وعبر حلفائها الغربيين إلى إقامة محكمة دولية في مناطق سيطرتها لمحاكمة عناصر التنظيم الأجانب وذلك بهدف جر اعتراف عربي وغربي بـ”قسد” كسلطة أمر واقع يتم التعامل معها في سوريا ويتم تطوير التعامل معها مستقبلاً الأمر الذي يدغدغ أحلامها الانفصالية لكن هذه المحاولات وطيلة السنوات الماضية جوبهت بالرفض.
الضغط التركي يغير خطط «قسد» تجاه مخيم الهول
أمام التهديدات التركية المتلاحقة للتمدد إلى الشمال السوري الذي تسيطر عليه “قسد” وفي ظل الخوف من دخول المنطقة في حالة نزاع قد تؤدي إلى الانفلات الأمني يهدد وجودها في مناطق شمال شرق سوريا، حيث الثقل الأساسي لها تخشى الميليشيا من هجوم لخلايا التنظيم، مستغلةً حالة القتال مع القوات التركية وما يسفر عنها من إطلاق سراح عوائل التنظيم وأطفالهم في المخيم وفي السجون تراجع الاستفادة المادية من المخيم.
,مع دخول عام 2022 وفي ظل الأزمات المالية التي تعصف بالدول والمنظمات الدولية نتيجة الأمراض والأوبئة والركود الاقتصادي، لتأتي الحرب الروسية الأوكرانية وما نتج عنها من حركات نزوح ومعاناة لتساهم في تقليص المساعدات المالية المقدمة للمخيم للنصف وإغلاق الكثير من المنظمات غير المرخصة مكاتبها في مناطق سيطرة “قسد”.
مساع أمريكية تدخل على الخط
بحسب مصادر إعلامية متعددة فقد طرح مشرعون أمريكيون قانون مشروع في الكونغرس الأمريكي لإغلاق مخيم الهول وغيرها من المخيمات التي يتواجد فيها عناصر من تنظيم “الدولة” والعمل على إعادة العناصر إلى دولهم ومحاكمتهم وفق كل دولة بهدف منع إحياء التنظيم مجدداً وتعزيز وجوده.
شاهد أيضاً: هل تغلق واشنطن «مخيم الهول» في سوريا ؟!