لهذه الأسباب يرتفع الدولار في السوق الموازي.. ؟!
أرجع رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية الدكتور “عابد فضلية” ارتفاع سعر صرف القطع الأجنبي بمقدمته الدولار في السوق الموازية خلال الشهر الأخير، لأسباب موضوعية.
“فضلية” قال إن «في مقدمة هذه الأسباب حركة التجارة الخارجية، وميزان القطع الأجنبي بين ما يصل سوريا من قطع وما يخرج منها، وحتى ما يشترى من السوق السوداء، إلا أن الأسباب تتسع أكثر لتشمل الظروف الإقليمية والدولية، فالوضع الإقليمي حالياً أسوأ من قبل لاسيما في لبنان، الذي سرعان ما نتأثر بالوضع الاقتصادي فيه خاصة بالقطاع المالي نظراً لحركة الأموال الكبيرة بين لبنان وسوريا، شرعيةً كانت أم غير شرعية، إضافة إلى حركة تسديد الحوالات للخارج».
“فضلية” وفي تصريحات لجريدة “البعث” المحلية أوضح أن «الوضع العالمي أيضاً يواجه جمود وكساد اقتصادي وارتفاع في الأسعار، ونتيجةً لذلك تتوقف الكثير من الفعاليات عن العمل دولياً وإقليمياً وحتى محلياً، ومن المعروف أن الشركات المتوقفة غالباً ما تحول أموالها للقطع الأجنبي وتهربه».
وأضاف إن «الزمن المطلوب لعملية النهوض الاقتصادي طال أكثر مما كان متوقعاً لأسباب عدة في مقدمتها الحصار والعقوبات، فالمستثمرون الذين ينتظرون معالم النهوض للبدء بمشاريعهم اتجهوا لتهريب أموالهم، أو الاستثمار في مكان آخر، إضافة إلى عامل آخر يتمثل بتراجع السياحة نتيجة ارتفاع الأسعار العالمي الذي أثر بدوره على الحوالات الخارجية، فقد تكون تراجعت اليوم مقارنة بالفترة الماضية».
تابعنا عبر فيسبوك
وأشار رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية في سوريا إلى أن «ما نلحظه بالإضافة لما سبق، هو أسباب غير موضوعية من قبل تجار السوق السوداء، الذين يناورون ويستثمرون بأية حجة لرفع السعر أكثر من النسبة المنطقية للاستفادة من المضاربة».
وحول تحميل رفع السعر في المصرف المركزي لـ3015 ليرة مسؤولية هذا الارتفاع، رأى فضلية أن هذه حجة من ضمن الأسباب غير الموضوعية يأخذها تجار السوق السوداء لرفع أسعارهم، فزيادة سعر المركزي بنسبة بسيطة هي 7% بالمقارنة مع الفرق الشاسع بين السعر الرسمي والسوداء ليس مبرراً بل حجة.
حجة سعر الصرف سرعان ما أثرت على مختلف السلع في الأسواق، لاسيما الغذائية، الممولة أساساً من المركزي، حيث ارتفعت الأسعار بنسب متفاوتة تراوحت بين 10-20%، الأمر الذي لم يجد له فضلية تبريراً واضحاً، فتذبذب سعر الصرف ورفع السعر الرسمي بالمركزي قد يبرر ارتفاع الأسعار بنسبة لا تتجاوز 1-2% للمستورد من السلع أو المنتجات التي يتم استيراد موادها الأولية، لكن لا سبب لهذا القدر من الارتفاع، فسعر الصرف حجة لبعض التجار المتلاعبين، مشيراً إلى أنه ورغم رفع السعر الرسمي 7%، إلا أن التاجر الذي كان يأخذ دولار الاستيراد من المركزي بسعر رخيص، كان يسعر أساساً وفق أعلى سعر موجود بالسوق السوداء تحسباً لأي ارتفاع قادم..!
وحول بعض المقترحات بتحرير سعر الصرف، بيّن فضلية أن تحرير السعر له عواقب قد تكون وخيمة إن لم يكن مدروساً بحيث تقلل العوامل السلبية، ويجب أن يكون للمركزي القدرة للحفاظ على استقراره بالسوداء، وهو صاحب القرار بهذا الأمر بحسب معطياته، معتبراً أن الوقت الحالي ليس مناسباً لتحرير السعر، فهو يحتاج عوامل قوة نقدية واقتصادية واستثمارية وسياحية كثيرة، ومقترحاً أن يتم إيجاد سعر توازني لردم الفجوة بين المركزي والسوداء.
شاهد أيضاً: إحالة أستاذين جامعيين إلى مجالس التأديب في جامعة البعث