اللاذقية.. تسويق «التفاح» أقل من طموح الفلاح
أنهى فرع المؤسسة “السورية للتجارة” باللاذقية مرحلة تسويق محصول التفاح من المزارعين في المحافظة، التي بدأها منتصف شهر أيلول الماضي، وأستجر خلالها نحو 260 طناً من أجمالي المحصول المقدر في المحافظة بحوالي 35 ألف طن.
وعلى غرار موسم الحمضيات، شكل تسويق التفاح وأسعاره في أسواق المحافظة خسارة جديدة للفلاحين نتيجة ارتفاع كلف ومستلزمات الإنتاج وتدني سعره في أسواق الجملة والمفرق.
واعتبر مدير فرع المؤسسة سامي هليل أن “السورية للتجارة” وفرت على المزارعين بهذه الحالة ثمن العبوة والنقل والكومسيون في سوق الهال وهو ما يعادل من 600-800 ليرة تضاف الى ثمن كل كيلو غرام.
وقال هليل خلال تصريح لـ”جريدتنا”: «كان السعر في السوق لا يتعدى 800 ليرة للكيلو يضطر معها المزارع إلى دفع كومسيون من ثمن المادة للتجار، بينما كانت التسعيرة المركزية الصادرة عن الوزارة تبدأ من 1200 ليرة في محافظة اللاذقية للصنف الأول نزولاً حتى 700 ليرة للصنف السادس».
وأضاف: «بمجرد دخول المؤسسة على خط التسويق واستجرارها المادة، ارتفع سعر كيلو التفاح للجملة ليتراوح بين 1000 -1300 ليرة، ووضع المزارعين أمام خيارات أكبر في التسويق»، مبيناً أن السعر الذي سوقت به المؤسسة مع حساب تكاليف الوفر يتجاوز كحد وسطي 1800 ليرة للكيلو.
كما أكد المدير أن الفرع سوق حوالي 261 طناً من التفاح وهذا الأمر لم يتم خلال 4 سنوات سابقة مجتمعة، مشيراً إلى إن إنتاج هذا العام كان بنوعية وحجوم جيدة والموسم وفير، وسعر التفاح وصل في السوق إلى حوالي 2500 ليرة بالجملة للمزارع في سوق الهال، وهو ما اعتبره مردود مادي جيد.
وأوضح هليل أن المؤسسة سوقت جزء من المادة مباشرة في صالاتها والجزء الآخر تم تخزينه في البرادات لعرضها بالأسواق لاحقاً، لتكون ضمن عملية تدخل إضافية أمام المستهلكين من خلال توفير المادة بأسعار منافسة حيث تضيف المؤسسة هامش ربح بسيط على السعر لتعويض تكاليف النقل والتخزين فقط.
كما بيّن أن المؤسسة لا يمكنها استجرار كامل محصول التفاح في المحافظة التي يصل إنتاجها إلى حوالي 35 ألف طن، لكن دخولها على السوق أسهم في رفع الاسعار لمصلحة المزارعين.
تابعنا على فيسبوك
وبدوره، اعتبر رئيس فرع اتحاد الفلاحين أن تدخل المؤسسة جاء متأخراً من حيث التوقيت ما أدى إلى تحسن الأسعار، لكنه قال: «مهما كان الشيء الذي وفرته المؤسسة فهو لا يفي بالغرض المطلوب والفلاحون يقعون كل عام بالخسارة والبعض يتجه لقلع أشجار التفاح والاتجاه إلى زراعات أخرى ممكن أن تأتي عليهم بدخل أفضل».
محفوض أضاف خلال تصريح لـ”جريدتنا” أنه بعد تحديد كلفة كيلو التفاح باللاذقية بحوالي 2200 ليرة، اعتمدت المؤسسة قيمة شراء المحصول ب 1100 ليرة للكيلو للصنف الأول و900 ليرة للصنف الثاني و600 للصنف الثالث ونتيجة تحفظ الاتحاد ومديرية الزراعة على هذا السعر تم رفعه بمعدل 100 ليرة للكيلو ليصبح 1200 ليرة للصنف الاول.
ووفق رئيس اتحاد الفلاحين، أن الكلفة العالية للمنتج جاءت نتيجة وجود هذه الزراعات في مناطق بعيدة عن أماكن التسويق وارتفاع كلف الاسمدة والأدوية وعدم توافرها بالشكل المطلوب والنقل (أجرة أي سيارة 50 ألف ليرة)، والإيدي العاملة حوالي 30-35 ألف ليرة، فضلاً عن عدم وجود مساحات كبيرة يعيش من خلالها الفلاحين.
وأعرب محفوض عن أمله بأن يكون تسويق الموسم القادم بشكل أفضل والاسعار أعلى من التكاليف وخاصة أن التفاح بحاجة إلى عناية دائمة من رش وتقليم، حتى لا يتوجه الفلاحون إلى زراعات أخرى كزراعة التبغ و الخضراوات التي أصبحت أكثر فائدة .
شاهد أيضاً: في طرطوس.. أسعار «السمك» تنخفض إلى النصف