آخر الاخباربين الناسرئيسيمحليات

من جعل السوريين مادة للسخرية؟

أصبحت الشوارع السورية خلال الفترة الأخيرة «مستباحة» لكل «من هبّ ودب»، حيث تنتشر استطلاعات الرأي ذات المضمون «التافه» إضافة إلى المقاطع الدرامية القصيرة التي تنتهك الخصوصية.

«الخيانة الزوجية» و«الدعارة الدرامية» والفيديوهات التي تستخدم جسد المرأة كسلعة تطفو على السطح، وذلك سعياً للترويج وتحقيق مزيدٍ من التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يزداد التنافس بين المنصات للتطرف أكثر في المحتوى الذي يتم تقديمه، معتمدين على الابتذال لجذب المشاهدات.

تلك المقاطع باتت تشغل حيزاً كبيراً على السوشال ميديا، وتروّج لثقافة جديدة في المجتمع السوري تعتمد على تدني القيم الأخلاقية، وهي تستغل بشكل مطلق غياب الرقابة على عمليات التصوير وإعداد المحتوى في الشوارع العامة.

حيث يتم تصوير الفيديوهات دون حسيب أو رقيب، وتحصد المقاطع التي يتم إنتاجها آلاف المشاهدات على السوشال الميديا، مستخدمة العناوين الصفراء لجذب أكبر قدر من المتابعين.

تابعونا عبر فيسبوك

ليس ذلك فقط، فقد انتشر أيضاً برامج تعتمد على تعويم «التفاهة»، إذ تقدم الجمهور على أنه «سلعة» لحصد التفاعلات، وتعتمد على تقنيات متطورة.

الرقابة في مكان آخر؟

في الغالب فإن أغلبية المقاطع التي يتم تصويرها في الطرقات تكون دون الحصول على موافقات قانونية أو أذونات رسمية صادرة عن الجهات المخوّلة بذلك، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول غياب الرقابة على المحتوى المقدم.

ومع غياب الرقابة الإعلامية والقوانين الرادعة، باتت تلك البرامج ظاهرة «فيسبوكية» تؤرق الرأي العام السوري، وسط انتقادات عديدة تطالب بوضع حدٍ لما يصفه البعض بالمهزلة الاجتماعية.

السوريون مادة للسخرية!

مؤخراً انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي برامج تحمل الطابع الإنساني في ظاهرها، ولكنها في المضمون تركز على مبدأ «الإذلال» للفقراء والمحتاجين، عبر تقديم أموال لهم بعد وضعهم في مواقف محرجة ولا أخلاقية.

ليس آخر تلك البرامج، المقطع الذي صوّره «اليوتيوبر» يوسف قباني في العاصمة دمشق، الفيديو زعم أنه لمساعدة الناس الفقراء والمحتاجين، إلا أن «قباني» ظهر وهو يرتدي لباس خليجي ولديه عدد من “المرافقين” ويتجول بالشوارع، مستمعاً حسب وصفه لحاجات الناس، ومن ثم يقوم بإعطائهم المال بطريقة وصفها الكثيرون بالاستفزازية.

البرامج المقدمة تحاول الصعود على معاناة السوريين والأوضاع المعيشية المتردية التي يعيشونها، ليبقى السؤال من يسمح لهؤلاء بتحقيق مرادهم؟

شاهد أيضاً: استهداف جيوب الفقراء .. مهنة تجيدها الحكومة السورية

زر الذهاب إلى الأعلى