«قسد»: لهذا السبب أوقفنا التعاون مع التحالف الدولي!
عادت «قسد» للإعلان للمرة الثانية، تعليق عملياتها المشتركة مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، في حين تشتد التهديدات التركية بعملية عسكرية متوقعة ضد «قسد» في الشمال السوري، ما يطرح السؤال حول الأسباب الفعلية التي دفعت «قسد» لهذه الخطوة.
وقال المتحدث باسم «قسد» آرام حنا: إن «جميع عمليات التنسيق والعمليات المشتركة مع التحالف لمحاربة فلول «تنظيم الدولة» في سوريا، وكذلك جميع العمليات الخاصة المشتركة التي كنا نقوم بها بانتظام، قد توقفت».
وبرر حنا هذه الخطوة، بالقصف التركي الذي طال مناطق انتشار «قسد»، بينما أكد هذه الخطوة الجيش الأمريكي، الذي قال إن القوات الأمريكية في المنطقة: «أوقفت مؤقتاً جميع العمليات المشتركة ضد «تنظيم الدولة» في سوريا.
وفي السياق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: «كما في السابق، عندما تكون هناك عمليات تركية في شمال سوريا، تتأثر عمليات مكافحة «التنظيم»، حيث تركّز «قسد» على الدفاع عن نفسها».
تابعونا عبر فيسبوك
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، قد دعم «قسد» بضربات جوية ومعدات عسكرية ومستشارين منذ عام 2017، وساعدها في البداية على الانتشار في مناطق كان ينتشر فيها تنظيم «الدولة» في سوريا، ثم دعم العمليات ضد خلايا «التنظيم النائمة».
و تعتبر تركيا «قسد» ذات النفوذ العسكري في شمال شرقي سوريا، امتداداً لـ«العمال الكردستاني»، وهو ما تنفيه «قسد» رغم إقرارها بوجود مقاتلين من الحزب تحت رايتها، وشغلهم مناصب قيادية.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تعلن فيها «قسد» تعليق عملياتها مع التحالف ضد «التنظيم»، إذ أعلنت في وقت سابق، إيقاف قواتها عملياتها ضد «التنظيم»، بسبب انشغالها بالهجمات التركية على المنطقة.
الأمر الذي نفته واشنطن وقتها، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية باتريك رايدر: «إن العمليات ضد التنظيم لم تتوقف، مؤكداً في الوقت نفسه تخفيض عدد الدوريات المشتركة في شمال سوريا مع «قسد»، لأنها خفضت عدد الدوريات بدورها».
ومنذ بدء عملية «المخلب – السيف» الجوية، كثّفت تركيا قصفها وضرباتها الجوية على الشمال السوري، وتهدد بغزو بري ضد مناطق انتشار «قسد».
ويرى باحثون ، أن «قسد» تستخدم ورقة التنظيم «لخلط الأوراق وتأليب المجتمع الدولي للضغط على تركيا»، بعدما تخلّت عنها أمريكا وروسيا، وحتى دعوة الجيش السوري للقتال لأنها لا تجد من تستنجد به.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد «أن بلاده ستكمل حتماً الشريط الأمني الذي بدأت بإنشائه على حدودها الجنوبية».
وطالبت الولايات المتحدة الأمريكية تركيا، بإعادة تقييم قرارها بشأن العملية العسكرية شمال سوريا، في حين طالبت أنقرة في المقابل بالوفاء بالتعهدات الأمريكية المقدمة لها.
وسبق أن وقّعت تركيا والولايات المتحدة مذكرة تفاهم، لوقف عملية «نبع السلام» العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد «قسد»، كما وقّعت تفاهماً مماثلاً في سوتشي مع روسيا في ذات الوقت.
وتضمّن التفاهمان تعهدات من جانب الولايات المتحدة وروسيا، بإبعاد «قسد» عن حدود تركيا لمسافة 30 كيلومتراً.
وتتهم أنقرة الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب التفاهم المشار إليه، كما تتهم روسيا بعدم الوفاء بتعهداتها بموجب تفاهم «سوتشي»، إلا أن موسكو تقول من جانبها: «إن أنقرة هي التي لم تفِ أيضًا بتعهداتها، وتطالبها بعدم إطلاق عمليات عسكرية من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة».
شاهد أيضاً : «أنقرة» مستعجلة.. ما حقيقة رفض «الأسد» لقاء «أردوغان» ؟!