«شتاء أوروبا» يعاني بدون الغاز الروسي!
قالت المفوضية الأوروبية: إن «الاتحاد الأوروبي أمّن كميات كافية من الغاز لفصل الشتاء، لكنه قد يواجه نقصاً في العام المقبل، إذا خفضت روسيا الإمدادات، فيما حضّت الوكالة الدولية للطاقة، الاتحاد على مواصلة جهوده لتقليص احتياجاته لتجنب نفاد الغاز في شتاء 2023-2024».
وأشار تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، إلى أن «الفارق بين العرض والطلب، قد يبلغ 27 مليار متر مكعّب في العام 2023، في سيناريو تنخفض فيه شحنات الغاز من روسيا إلى الصفر، وتعود واردات الغاز الطبيعي المسال من الصين إلى مستويات العام 2021»، متوقعةً أن «يبلغ استهلاك الاتحاد الأوروبي للغاز 360 مليار متر مكعّب عام 2022».
وقال المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول: «أحرز الاتحاد الأوروبي تقدماً ملحوظاً في تخفيض اعتماده على الغاز الروسي، لكنه لم يخرج من دائرة الخطر بعد».
وشدد التقرير، على «احتمال عودة ارتفاع طلب بكين على الغاز الطبيعي المسال بفعل انتعاش الاقتصاد الصيني، ما قد يزيد التنافس مع الدول الأوروبية لشراء الغاز الطبيعي المسال المتوفر في العالم».
تابعونا عبر فيسبوك
وبحسب فاتح بيرول، فإن «بذل جهد أكبر في كفاءة الطاقة وتطوير الطاقات المتجددة والمضخات الحرارية وإجراءات توفير الطاقة، أمر حيوي للاستعداد لمخاطر النقص وارتفاع الأسعار مرة أخرى العام المقبل».
وكشف التقرير، أن «السعر المرجعي للغاز في السوق الأوروبية قبل الحرب الأوكرانية، كان يدور حول 20 يورو لكلّ ميغاوات في الساعة، أمّا في العام 2022، فارتفع هذا السعر إلى 300 يورو، قبل أن يتراجع إلى نحو 140 يورو».
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: «نواجه احتمال نقص في إمدادات الغاز يصل إلى 30 مليار متر مكعب في عام 2023».
ومن المقرر أن يدعو رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي في قمتهم المقررة في 15 كانون الأول، إلى «تعزيز العمل في مجال مشتريات الغاز المشتركة، وتجميع الطلب، وملء الخزانات، والإعداد المبكر لخطط الطوارئ لفصل الشتاء 2023-2024».
من جهة أخرى، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، على «ضرورة أن يراجع الاتحاد الأوروبي ميزانيته، ويقوم التفكير في إطلاق صندوق جديد، للاستثمارات الإضافية اللازمة في الطاقة من أجل الاستغناء عن الغاز الروسي».
وشككت فون دير لاين، في «قدرة ميزانية الاتحاد الأوروبي على تحقيق هدف الاستغناء عن الغاز الروسي»، قائلةً:«نحتاج إلى مراجعة متوسطة الأجل لميزانية الاتحاد الأوروبي، في ضوء احتياجات الاستثمار في الطاقة».
وعلى الرغم من أنَّ مخزون احتياطي الاتحاد الأوروبي من الغاز ممتلئ تقريباً حتى بداية موسم التدفئة الحالي، فإن مصدر القلق يكمن في أنَّ الدول الأعضاء، ستستهلك معظم الغاز المخزن بحلول نيسان، وستكون إعادة التعبئة أكثر صعوبة وسط استمرار أزمة الإمدادات، بحسب مراقبين.
شاهد أيضاُ : ألمانيا تستعين بـ«خطة أردوغان» بعد الانقلاب!