موقف الحياد التركي يقلق الاتحاد الأوروبي.. فما السبب؟!
أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه من حفاظ تركيا على شراكتها الوثيقة مع روسيا، رغم الحرب الأوكرانية المتواصلة منذ شباط الماضي، حيث فرضت بروكسل على إثرها عقوبات على موسكو، بينما نأت أنقرة بنفسها عن ذلك، فهل يطلب الاتحاد الأوروبي من تركيا اليوم وقف تعاونها مع روسيا التي تساعدها أنقرة في الالتفاف على العقوبات الأوروبية؟!.
منسّق السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قال: إن «تعميق العلاقات الاقتصادية بين تركيا وروسيا، يمثّل مصدر قلق كبيرٍ بالنسبة إلى بروكسل، واستمرار سياسة تركيا المتمثلة بعدم الانضمام إلى الإجراءات التقييدية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، أمرٌ يستدعي القلق».
وبحسب الأكاديمية التركية، «تفضّل أنقرة الوقوف على الحياد في الجبهة الأوكرانية، وقد تكون لاحقاً طرفاً مساعداً في إيقافها».
وكانت تركيا قد نأت بنفسها عن الحرب الأوكرانية، إذ حاولت لعب دور الوسيط بين كلا البلدين اللذين ترتبط معهما بعلاقات سياسية واقتصادية محكمة، رغم القلق الأوروبي من انفتاحها على موسكو خلال هذه الأزمة.
تابعونا عبر فيسبوك
وأعلنت تركيا مراراً في السابق، أنها «لن تنضم إلى العقوبات الأوروبية التي تفرضها بروكسل على موسكو، رغم الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين أنقرة وبروكسل والاتحاد الجمركي الذي يشكلانه معاً».
ويربط الاتحاد الأوروبي قلقه بشأن التعاون الروسي ـ التركي، بالدور الذي تلعبه أنقرة في الالتفاف حول العقوبات المفروضة على موسكو، والتي فرضت المزيد منها آخر مرة في مطلع شهر تشرين الأول الماضي، ولم تمنع الجانب الروسي من الاستفادة من عائدات النفط نتيجة تعاونه مع الجانب التركي، فقط وصل عدد ناقلات النفط الروسية التي تنتظر في البحر الأسود لعبور مضيقي البوسفور والدردنيل التركيين إلى 28 ناقلة.
واتفق الاتحاد الأوروبي مع مجموعة السبع وأستراليا على منع مقدمي خدمات الشحن مثل شركات التأمين، من المساعدة في تصدير النفط الروسي، ما لم يتم بيعه بسعرٍ حددته الأطراف الثلاثة مسبقاً، بهدف حرمان موسكو من إيرادات النفط.
لكن عدم انضمام تركيا إلى هذه الاتفاقية رغم الضغوطات التي تعرضت إليها من قبل حلفائها الغربيين، منع ذلك ويهدف الاتحاد الأوروبي من العقوبات الاقتصادية التي يفرضها على روسيا إلى تحفيف إيرادات الطاقة التي تستخدم موسكو جزءً كبيراً منها في الحرب على أوكرانيا.
ويرى مراقبون، أنه رغم ذلك يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا، وسط مشاكل عالقة بين الدولتين تتعلق باتفاق تموز الماضي، والذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا وسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر البحر الأسود، وتم تمديده مؤخراً حتى منتصف شهر آذار المقبل.
شاهد أيضاً : اعتراف ميركل «الخطير» حول روسيا يعرضّها لإنتقادات واسعة