أين “الديك الرومي” من عيد الميلاد في سوريا؟.. تربية الدواجن “خربان بيت”
يرافق “الديك الرومي” طقوس الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة، لكنه في الآونة الأخيرة لم يعد متواجداً إلا بندرة على سفرة ليلة الميلاد في سوريا، لارتفاع ثمنه، حيث يصل سعر المطبوخ منه في بعض المطاعم إلى حوالي 1.2 مليون ليرة، بينما كيلو البلدي الحي منه بـ20 ألف ليرة أما المذبوح بنحو 25-40 ألف ليرة، لذلك بات حكراً على الطبقة المخملية في المجتمع.
عضو لجنة مربي الدواجن في دمشق حكمت حداد كشف لـ”كيو ستريت”، أن “الديك الرومي” لا يتم تربيته بشكل نظامي في سوريا، وقد يتواجد البلدي منه بشكل قليل في أرياف بعض المحافظات، وإن تواجد يكون مصدره لبنان.
وبالحديث عن واقع الدواجن، أكد حداد أنه سيئاً جداً، خصوصاً بعد ارتفاع أسعار الأعلاف، ووصول الكيلو إلى 5 آلاف ليرة، أي الطن بـ5 ملايين ليرة، وذلك عدا عن تكاليف الأدوية وتربية الصوص والمحروقات، مشيراً إلى أن طن الصويا وصل سعره إلى 7.5 ملايين ليرة.
تابعونا عبر فيسبوك
وعن تأثير أزمة المحروقات، قال: «تأثيرها “خربان بيت”، خصوصاً أن أغلب مفاقس البيض توقفت عن العمل ولم يبقى منها سوى مفقس أو مفقسين، حيث يتراوح سعر ليتر المازوت ما بين 9000-10000 ليرة»، لافتاً إلى أن أصغر مدجنة تستهلك يومياً حوالي 20-25 ليتراً من المازوت.
كما بيّن حداد أن سعر كيلو الفروج من أرض المدجنة حوالي 10500-11000 ليرة، بينما صندوق البيض الذي يحوي على 12 طبق بـ192 ألف ليرة، منوهاً إلى أن تلك الأسعار أقل من التكاليف التي يتكبدها المربي.
وأضاف: «نضطر للبيع بخسارة لعدم وجود قوة شرائية، لأن السلعة الحيوانية أو زراعية لا يمكن الاحتفاظ بها أو إيقافها (الدجاج البياض)، لذلك يتم البيع وفق القوة الشرائية التي قد تكون أدنى من التكاليف، فالاحتفاظ بالدجاج يتسبب بخسارة مضاعفة للمربي لتكاليف تربيته المرتفعة».
أما بالنسبة للحلول لإنقاذ قطاع الدواجن، اعتبر أن “الحلول عند الله” وعلى الأرض لا يوجد حلولاً للأسف، والتجارة الداخلية “مو طالع بإيدها شي”، خصوصاً أن القوة الشرائية معدومة، فالأسعار لا تتناسب مع التكاليف والدخل.
وأشار حداد إلى أن 80% من مربي الدواجن خرجوا من دائرة الإنتاج، بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقتهم، متوقعاً أنه في قادم الأيام لن يبقى منهم أحد نتيجة الواقع المزري للقطاع، فأغلبهم يعاني من الإفلاس.
وذكر أنه من بداية العام الحالي إلى نهايته ارتفعت تكاليف تربية الدواجن إلى الضعف، حيث كان سعر كيلو الصويا حوالي 3000 ليرة ووصل إلى 7500 ليرة، بينما سعر مبيع الفروج والبيض شبه ثابت تقريباً، فكان سعر كيلو الفروج بـ8000 ليرة وارتفع بشكل بسيط، إلى 10500 ليرة، مضيفاً أن ليتر المازوت كان سعره 3000 ليرة وارتفع إلى 11000 ليرة.
حداد ختم قائلاً: «قطاع الدواجن ذاهب إلى الانقراض».
وفي جولة لـ”كيو ستريت” على الأسواق لرصد أسعار البيض والفروج، تراوح سعر كيلو الفروج ما بين 16-17 ألف ليرة، وكيلو الدبوس بـ18 ألف ليرة، الوردة 22-23 ألف ليرة، صدر الدجاج 24 ألف ليرة، طبق البيض 18 ألف ليرة.
شاهد أيضاً: الأسعار في سوريا ارتفعت 200% في عام 2022 !