كيف تدهورت العلاقات بين قطر والاتحاد الأوروبي؟
مع تركيز العالم انتباهه على اختتام كأس العالم في قطر الأسبوع الماضي، كانت هناك فضيحة سياسية تختمر في أوروبا مع الدولة الصغيرة الغنية بالغاز في قلبها.
السلطات في بلجيكا اعتقلت أربعة أشخاص في 9 كانون الأول للاشتباه في تلقيهم هدايا وامتيازات من قطر في إطار جهود للتأثير على صنع القرار في البرلمان الأوروبي.
ووصف سياسيون ومعلقون في أوروبا الحادث بأنه أكبر فضيحة فساد تضرب السياسة في القارة، ونفت الدوحة بشدة تورطها.
شبكة CNN الأمريكية كشفت أسباب الخلاف القطري – الأوروبي في تقرير موسع لها، حيث اعتبرت أن هذه الفضيحة هي أحدث انعكاس في علاقات الدولة الخليجية مع الدول الأوروبية بعد خلافات عميقة حول استضافة قطر لكأس العالم FIFA.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قال المدعي الفيدرالي البلجيكي إنه لمدة عامين، اشتبه مفتشو الشرطة الفيدرالية في أن دولة خليجية تؤثر على القرارات الاقتصادية والسياسية للبرلمان الأوروبي.
ومن بين الأشخاص الأربعة الذين تم اعتقالهم لاحقًا، كان الشخص الأكثر شهرة هو النائبة اليونانية إيفا كايلي، التي جُردت من دورها كواحدة من 14 نائبًا لرئيس البرلمان الأوروبي.
تابعونا عبر فيسبوك
وردت قطر متهمة المتورطين في التحقيق بتسريب “معلومات غير دقيقة”. كما احتجت على أنها خصصت في التحقيق قبل اختتامها.
وقال دبلوماسي قطري “قطر لم تكن الطرف الوحيد الذي ورد اسمه في التحقيق لكن بلدنا تعرضت لانتقادات وهجمات حصرية.”
وبحسب الشبكة الأمريكية فقد سيطرت قطر إلى حد كبير على عناوين الصحف الأوروبية هذا العام لسببين: الغاز وكرة القدم.
الدول الأوروبية المشاركة في المونديال أوضحت مواقفها في ملعب كرة القدم وفي المدرجات، حيث غطى اللاعبون الألمان أفواههم في صورة ما قبل المباراة احتجاجاً على الحظر المفروض على ارتداء شارات بألوان قوس قزح بينما ارتدت وزيرة ألمانية الشارة من على المدرجات.
انتقادات البطولة في الصحافة الغربية تجاوزت قضايا مجتمع الميم ومحنة العمال المهاجرين في قطر، مما دفع النشطاء والصحفيين الإقليميين إلى اتهام وسائل الإعلام الغربية بالتحيز ضد العرب.
هل تلجأ قطر إلى الرد على الحملة الأوروبية؟
قال أندرياس كريج، الأستاذ المشارك في كينجز كوليدج لندن: “الخلافات الثقافية التي ظهرت في أوروبا خلال كأس العالم ليست خاصة بقطر ولكنها تؤثر على الخليج الأوسع”.
مؤخراً تم الترويج لدور قطر كبديل محتمل لإمدادات الطاقة الروسية في أوروبا حيث تحاول القارة أن تنأى بنفسها عن غاز موسكو بعد حربها على أوكرانيا.
وقال كريستيان كوتس أولريشسين، الزميل في معهد بيكر بجامعة رايس في هيوستن، تكساس، إن الأزمة الجديدة قد تؤثر على العلاقات القطرية الأوروبية.
وقال وزير طاقة قطر التي تمتلك ثالث أكبر احتياطيات غاز في العالم بعد روسيا وإيران، إن بلاده ستقف “متضامنة” مع أوروبا وسط نقص في الغاز.
قطر هي أيضاً مستثمر رئيسي في أوروبا. إنها واحدة من أكبر مالكي العقارات في المملكة المتحدة وتمتلك أصولًا تذكارية في لندن مثل متجر هارودز متعدد الأقسام وناطحة سحاب شارد، بالإضافة إلى حصة 20٪ في مطار هيثرو، وفي فرنسا، ثاني أكبر وجهة للاستثمارات القطرية، لديها أكثر من 26 مليار دولار من الأصول، وخلق حوالي 72000 فرصة عمل.
أمام ذلك استبعد شبكة CNN أن تلجأ قطر إلى اتخاذ إجراءات انتقامية، بل إنها ستعمل على التكيف مع الواقع الموجود.
شاهد أيضاً: محمد بن سلمان يلجأ إلى شركات العلاقات العامة الأمريكية لتلميع صورته!