الأزمة الاقتصادية المصرية تجعل من «الكشري» صعب المنال!
لطالما كان الكشري من أرخص الأطعمة وأكثرها شعبية في مصر، لكن قالت الصحفية هبة فاروق محفوظ: إنه في ظل الارتفاع السريع لأسعار المواد الغذائية بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية المتنامية، أصبحت حتى أكثر الوجبات منخفضة التكلفة غالية الثمن، حتى أنها تؤثر على هوامش وهي الفرق بين التكلفة وسعر البيع للمنتج، وكذلك تؤثر على جيوب المصريين العاديين.
وأوضحت محفوظ، أنه في الوقت الذي كانت فيه مصر تأمل في التعافي من آثار وباء كوفـ.يد-19، الذي شهد توقف قطاع السياحة الضخم بشكل أساسي، جاءت الحرب الأوكرانية، وتسببت في سلسلة من التداعيات غير المتوقعة في جميع أنحاء المنطقة، وضربت مصر بشدة، حيث سحب المستثمرون الأجانب مليارات الدولارات من البلاد في غضون أسابيع من الحرب، مما زعزع استقرار الاقتصاد.
وأفادت، بأن مصر تستورد قمحاً أكثر من أي دولة أخرى، معظمه يأتي من روسيا وأوكرانيا، ولهذا بدأت تكلفة القمح والنفط في الارتفاع، بينما انخفضت أعداد السياح مرة أخرى، بسبب الاعتماد منذ فترة طويلة على الزوار الروس والأوكرانيين.
وتواجه مصر حالياً واحدة من أسوأ فترات التضخم منذ أعوام، ويدفع المصريون العاديون ثمن ذلك إلى حد كبير، فقد ارتفعت أسعار الطعام والشراب بنسبة 30.9%، مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي وقت سابق من هذا العام، كان سعر الصرف الرسمي للدولار 15.6 جنيهاً، ولكنه الآن يصل إلى 24.7 جنيهاً، وتحد البنوك من سحب الدولارات، في محاولة للحفاظ على النقد في البلاد، وتخلى العديد من المصريين عن مظاهر الإنفاق، على أمل أن تنخفض التكاليف قريباً.
وبحسب الصحفية، فإنه لحسن الحظ لا يزال الكشري عنصراً أساسياً في النظام الغذائي المصري، ولكن لتجنب رفع الأسعار لجأت سلسلة مطاعم لتصغير حجم الأطباق قليلاً، ومع ذلك، تضاءلت قاعدة العملاء إلى حد ما.
وأشار الخبير الاقتصادي والسياسي المصري وائل جمال، أن إلقاء اللوم في الأزمة على الحرب الأوكرانية فقط سيكون «بالكاد صحيحا»، مشيراً إلى أن أعواماً من الاقتراض والاستثمار في المشاريع العملاقة، جعلت مصر عرضة للخطر بشكل خاص.
وبينت الصحفية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد دافع عن هذه المشاريع، خاصة أنه جعل تطوير البنية التحتية سمة مميزة لرئاسته.
وفي كانون الأول الجاري بعد أشهر من المفاوضات، أعلنت مصر أنها ستتلقى قرضاً بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، بما في ذلك 347 مليون دولار سيتم صرفها على الفور، حيث إن هذه هي المرة الرابعة التي يقدم فيها صندوق النقد الدولي المساعدة لمصر خلال الأعوام الستة الماضية.
وقال جمال: إن المشاكل الاقتصادية في مصر تصبح أعمق في كل مرة يذهبون فيها إلى صندوق النقد الدولي، ليأخذوا المزيد من القروض، ويغطون القروض القديمة بقروض جديدة.
وأشارت محفوظ، إلى أن تكاليف التوريد ارتفعت، لدرجة أنه قبل بضعة أسابيع توقف مطعم مصري عن تقديم أرخص جزء من الكشري، بسبب ارتفاع تكلفة شراء المعكرونة بمقدار 6 آلاف جنيه، وحتى الحاويات والأكياس البلاستيكية المستخدمة لتعبئة الوجبات أصبحت أغلى من ذي قبل.
في الوقت الراهن، يشتري بعض الزبائن الأفقر قطعاً من الفلافل بدلاً من شراء شطيرة كاملة، ويضعون هذه القطع في الخبز الذي يحصلون عليه من برنامج الدعم، فقط لتوفير بعض المال.
شاهد أيضاً : خطة أمريكية تدفع أوروبا للإستعانة بالتنين الصيني!