إمدادات القمح تستمر بالتراجع.. وأزمة الغذاء إلى مستويات قياسية!
مع استمرار الحرب الأوكرانية، واستمرار أحمالها الثقيلة التي تلقي بها على الواقع الاقتصادي حول العالم، لا يبدو أن هنالك بصيص أمل لإيجاد حل لأزمة إمدادات الغذاء العالمية أو إيجاد نهاية لها.
فمن جهة تعتبر روسيا أكبر مصدّر للقمح عالمياً بأكثر من 44 مليون طن سنوياً، على الجانب الأخر تعتبر أوكرانيا خامس أكبر مصدّر للقمح عالمياً بإجمالي 18 مليون طن سنوياً، دون احتساب صادرات الحبوب والأسمدة الأخرى المستخدمة في الزراعة.
وشهد عام 2022، وصول أسعار القمح لمستويات قياسية، مع ظهور بوادر على صعوبات إمدادات القمح الروسية والأوكرانية، ووسط حمائية تجارية مارستها عديد الدول حول العالم، منعت خلال صادرات الأغذية إلى الخارج.
ففي الأسبوع الماضي، قال خمسة محللين من المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، إنه لا توجد بدائل بين عشية وضحاها لأوكرانيا وروسيا في إنتاج القمح العالمي.
ومع التفاؤل الكبير، ستظل أسعار القمح العالمية مرتفعة طوال عام 2023، ومن المرجح أن يستمر الاتجاه حتى مطلع عام 2024، بالنظر إلى القيود المفروضة على توسيع الإنتاج.
تابعونا عبر فيسبوك
وأدى شح الإمدادات الناتجة عن الحرب الأوكرانية، إلى تعريض الأمن الغذائي للخطر في مناطق، مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تعتمد بشكل كبير على القمح من منطقة البحر الأسود.
وكانت مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، معرضة للخطر بشكل خاص بسبب برنامج دعم الخبز الذي يطعم ملايين المواطنين، ويمكن لارتفاع الأسعار أن يضاعف تقريباً تكلفة واردات القمح لتصل إلى 5.7 مليارات دولار في 2023.
من جانبها، تزرع أوروبا والولايات المتحدة القمح الشتوي في الغالب، والذي تم زراعته في الخريف الماضي، لذلك لا يوجد مجال للتوسع قريباً، إذ قد يؤدي ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا إلى تقييد الأراضي المخصصة للقمح الربيعي.
وكذلك الأرجنتين وأستراليا، المصدران الرئيسيان في نصف الكرة الجنوبي، لديهما محاصيل كبيرة وعادة ما يتم شحنها خلال أواخر الخريف وأوائل الشتاء، لكن هذه الصادرات عادة يتم تسويق معظمها في أميركا اللاتينية.
ويتجلى الوضع الحالي لإمدادات القمح الضيقة، من خلال المخزونات العالمية النهائية البالغة 9.8 مليار بوشل، ونسبة المخزون إلى الاستخدام البالغة 34% فقط مقارنة مع 41% قبل عام 2020.
يبلغ سعر حصاد القمح المتوقع لعام 2023، نحو 8.25 دولاراً أمريكياً للبوشل، ولكن من المحتمل أن يكون منخفضاً ليصل إلى 6.50 دولارات أو مرتفعاً يصل إلى 13 دولاراً بناء على التوترات في شرق أوروبا.
في حين أن سعر اليوم هو أفضل مؤشر على السعر المستقبلي البالغ قرابة 8 دولارات للبوشل، فإن السعر الفعلي في تاريخ ما في المستقبل، سيكون إما أعلى أو أقل من السعر الحالي، إذ يمكن تقدير النطاق السعري المحتمل من خلال مراجعة ظروف العرض والطلب الحالية والتغيرات المحتملة في العرض والطلب والحرب في أوروبا.
وفي موسم 2021/2022، بلغ إنتاج القمح العالمي 29.1 مليار بوشل، وبالنسبة لسنة تسويق القمح 2022/23، من المتوقع أن يكون الإنتاج العالمي للقمح 28.6 مليار بوشل.
لكن من المتوقع أن يكون الاستخدام 29.0 مليار بوشل للسنة الثالثة على التوالي، أي أن الاستهلاك سيفوق الإنتاج، وبالتالي اللجوء للاحتياطات الاستراتيجية، لذا من المتوقع أن تنخفض المخزونات النهائية من 11 مليار بوشل في 2019/20 إلى 9.8 مليار متوقع لعام 2022/23.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، إنه عندما اندلعت الحرب الأوكرانية، انخفض المعروض العالمي من القمح القابل للتصدير بنسبة 30%.
شاهد أيضاً : أسعار النفط خلال 2023 تخضع لعدّة عوامل.. أهمّها!