هل الصين معتمدة على نفط الشرق الأوسط ؟!
في السنوات الأخيرة، تزايد اعتماد الصين على النفط الخام في الشرق الأوسط. مع اعتماد الكثير من دول العالم على بكين في مجموعة واسعة من المنتجات، فإن ضعف الصين يمثل أيضاً نقطة ضعف عالمية.
بحسب Oil price وترجمته “كيو ستريت”، فإن الصين تسعى لإيجاد طريقة لتنويع مورديها لتخفيف المخاطر، فمن المرجح أن يكون لهذا الاعتماد المفرط على نفط الشرق الأوسط تأثير كبير على كل من أسواق النفط والجغرافيا السياسية.
وكشف تقرير نُشر في 2021 أن اعتماد الصين على نفط الشرق الأوسط آخذ في الازدياد، فهي أكبر مستورد للنفط في العالم، حيث تشتري أكثر من 70 % من إمداداتها من الخارج.
وتحاول الصين منذ عدة سنوات تعزيز إنتاجها النفطي لتقليل اعتمادها على الموردين الأجانب، فضلاً عن تنويع مزيج الطاقة لديها من خلال الاستثمار بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة، حيث حققت شركة الصين الوطنية للنفط البحري المملوكة للدولة مستويات قياسية من إنتاج النفط والغاز في وقت سابق من هذا العام.
وفي الربع الأول من عام 2022، زاد اعتماد “بكين”على نفط الشرق الأوسط بشكل كبير، بعد انخفاض الواردات من روسيا والبرازيل، وارتفعت واردات الولايات المتحدة من النفط من الشرق الأوسط بنسبة 4.8 % إلى 5.6 مليون برميل في اليوم، لتصل إلى 53.8 % من حصة السوق في الربع الأول، على الرغم من جاذبية أسعار الخام المنخفضة، خفضت الصين وارداتها الروسية في وقت سابق من العام للتخفيف من مخاطر تأخير الشحن بسبب الحرب في وكرانيا.
تابعونا عبر فيسبوك
ثاني أكبر منطقة موردة للنفط في الصين هي أوروبا، حيث توفر أكثر من 30 % من إمداداتها ، تليها إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا الشمالية.
ولا تزال الصين أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية، في حين أن السعودية مورد حيوي للنفط للصين.
“أيهم كامل” رئيس الفريق البحثي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا، قال: “سيكون التعاون في مجال الطاقة في قلب جميع المناقشات بين القيادة السعودية الصينية”.
وأضاف: “هناك اعتراف كبير بالحاجة إلى بناء إطار عمل لضمان استيعاب هذا الاعتماد المتبادل سياسياً ، لا سيما بالنظر إلى نطاق انتقال الطاقة في الغرب”.
ونقطة الضعف بالنسبة للصين هي الطريقة التي تسترد بها نفطها من الشرق الأوسط، بالاعتماد بشكل أساسي على ناقلات النفط لتسليم خامها بسبب الافتقار إلى البنية التحتية لخطوط الأنابيب.
وفي الوقت نفسه، يجب أن تعبر ناقلات النفط التابعة لها المحيط الهندي، عبر مضيق ملقا، وحتى بحر الصين الجنوبي، وهذا يعني أن أي عقوبات أو حصار يتم فرضه على سفن الشحن المتجهة إلى الصين يمكن أن يهدد إمدادات الطاقة في الصين.
ويبدو أن اعتماد الصين الكبير على الشرق الأوسط في إمداداتها النفطية موجود وسيبقى، حيث سافر الزعيم شي مؤخراً إلى المملكة العربية السعودية لضمان مستقبل شراكتها.
ومع ذلك، فإن هذا الاعتماد على المنطقة لنفطها الخام قد يجعلها عرضة للضغط الجيوسياسي.
شاهد أيضاً: خطة اقتصادية تريليونية لـ”دبي”