سوريا 2023.. مفاوضات ومواجهات
2023 ستكون سنة إعمار سوريا ويعود عدد كبير من اللاجئين، ستنتهي الحرب في إدلب، وتجري مفاوضات بين واشنطن ودمشق، ويتم عقد اتفاقات مصيرية!
في الحقيقة هذا ليس إلا كلام عرّافين ومنجمين، أما في القراءة المنطقية للأحداث فالسيناريوهات كثيرة، بعضها جيّد وبعضها الآخر قاتم.. والاحتمالات مفتوحة بحسب الفعل وردّ الفعل بين أطراف الصراع.
سوريا 2023 مفاوضات ومواجهات
تواجه سوريا الدولة قضيتان أساسيتان إذا تم حلّهما تعتبر الحرب منتهية:
القضية الأولى: ميدانية متعلقة بالوجود العسكري التركي شمال سوريا وحمايته فصائل المعارضة وتنظيم الجولاني، أكبر تنظيم متطرف في المنطقة.
القضية الثانية: ميدانية واقتصادية متعلقة بالوجود العسكري الأمريكي شرقي الفرات والسيطرة على منابع النفط والغاز.. وعقوبات «قيصر».. وقانون عقوبات جديد قيد التنفيذ!.
الأرض مقابل اللقاء!
«التكويعة» التركية نحو دمشق أصبحت خبراً قديماً، وبينما بدأ أردوغان تحضير الرأي العام لفكرة مقابلة الأسد، بتصريحات من قبيل «اللقاء أمر ممكن» ثم «قد نلتقي في الوقت المناسب» تسارع انقلاب الموقف التركي بطرح أردوغان فكرة عقد لقاء ثلاثي يجمعه بالأسد وبوتين.
اللاجئون السوريون هم ورقة المتنافسين الرابحة في الانتخابات التركية، لذلك فالرئيس التركي على عجلة من أمره لإعادة قسم منهم بالسرعة القصوى لتبييض صفحته الانتخابية.. وهذا لن يتم دون التعاون مع الحكومة السورية، لكن دمشق لن تقدم هدايا مجانية لأردوغان.
سوريا تريد أولاً أن توقف تركيا دعمها للتنظيمات المسلحة في الشمال السوري، وتريد أيضاً انسحاباً كاملاً للقوات التركية من سوريا، فهل يمكن أن يحدث انسحاب تركي كامل كشرط قبل اللقاء؟
قد تبدو الإجابة على هذا السؤال معقدة تماماً كتعقيدات الانسحاب التركي.. لكن ربما تطلب دمشق من تركيا أن تضع جدولاً زمنياً للانسحاب بضمانات روسية.. عندها يمكن أن يحدث اللقاء!
الانفراجات في هذه القضية مرتبطة بمرونة الطرفين في التفاوض، والوصول إلى حلول تضمن لدمشق الانسحاب التركي، فيما تضمن لأنقرة تحصيل بعض المكاسب للمعارضة وفصائلها، وعودة مرضية للاجئين، تحفظ ماء وجه أردوغان!
الانتخابات التركية في حزيران المقبل.. وحتى ذلك الوقت فالمؤكد أن أشياء مهمة ستحدث.
تابعنا عبر فيسبوك
أمريكا.. تصعيد وعقوبات الـ 180 يوم!
جميع التحركات الأمريكية في سوريا توحي بالتصعيد:
واشنطن تعيد الحياة إلى فصيل «ثوار الرقة» بـ 3 آلاف عنصر مبدئياً، وتجري تعديلات في صفوف فصيل «مغاوير الثورة» في التنف.. وتزيل الألغام بين البادية والسويداء!.
ضغوط أمريكية جديدة على الليرة السورية مع انخفاض المساعدات الإيرانية وغياب المساعدات الروسية.. والعمل على إصدار قانون عقوبات «خطير» سيجري تنفيذه خلال مدة لا تتجاوز 180 يوماً، ويفاقم الضغوط الاقتصادية ويشد الخناق على السوريين.. سيجعل كل صادر من سوريا أو وارد إليها عرضة للعرقلة والمصادرة!.
وسط التصعيد الأمريكي، تمتلك سوريا بمساعدة روسيا ورقة «المساعدات الأممية» العابرة للحدود.
بعد 10 أيام من بداية العام الجديد، سيتم التصويت في مجلس الأمن من أجل تمديد المساعدات عبر معبر «باب الهوى» الخارج عن سيطرة الحكومة.. موسكو تلوّح بـ«الفيتو» لمنع التمديد، هذا التلويح قد يكون ورقة تفاوض ليصبح التمديد مقابل تخفيف وطأة العقوبات على سوريا، والتخفيف من أزمة الوقود.
ويبقى مصير آبار النفط والغاز شرقي الفرات مرهوناً بالانسحاب الأمريكي.. وسط تزايد الدعوات داخل الولايات المتحدة للخروج من سوريا، وإنهاء دعم «قسد».. هذا الدعم الذي تسبب بتدهور العلاقات مع الأتراك، الحلفاء في الناتو.
أمريكا تريد التفاوض.. تفاوضٌ يخرج إيران من سوريا أولاً، ويوصل إلى حل سياسي يراعي مصالحها في سوريا ثانياً.. ويظهر حتى الآن أن جلوس واشنطن ودمشق على طاولة واحدة ما زال أمراً بعيد المنال.
وتبقى الاحتمالات مفتوحة، على أمل أن يصدق كلام المنجمين و«لو كذبوا»!
شاهد أيضاً: مسؤول تركي يكشف تفاصيل جديدة عن اللقاء التركي-السوري