ماكرون يترّفع عن طلب الصفح !
“أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن نقول نحن نعتذر” ، بهذه الكلمات وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، امكانية توجيه رسالة اعتذار للشعب الجزائري، عن الجرائم التي ارتكبتها بلاده خلال فترة الاستعمار.
وفي مقابلة مطولة أجراها معه الكاتب الجزائري كامل داود ونشرتها أسبوعية “لوبوان” الفرنسية مساء الأربعاء، قال ماكرون “لست مضطرا لطلب الصفح، هذا ليس الهدف. الكلمة ستقطع كل الروابط”.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن “أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن نقول – نحن نعتذر وكل منا يذهب في سبيله”، مشدداً على أن “عمل الذاكرة والتاريخ ليس جردة حساب، إنه عكس ذلك تماما”.
تابعونا عبر الفيسبوك
وأوضح ماكرون أن عمل الذاكرة والتاريخ “يعني الاعتراف بأن في طيّات ذلك أموراً لا توصف، أموراً لا تُفهم، أموراً لا تبرهَن، أموراً ربما لا تُغتفر”.
ودعا الرئيس الفرنسي نظيره الجزائري لزيارة فرنسا خلال العام الحالي لمواصلة ” لمواصلة “عمل صداقة.. غير مسبوق” على حد وصفه.
وفي 2020 تلّقت الجزائر تقريراً أعدّه المؤرّخ الفرنسي بنجامان ستورا بناء على تكليف من ماكرون، دعا فيه إلى القيام بسلسلة مبادرات من أجل تحقيق المصالحة بين فرنسا والجزائر، وخلا التقرير من أي توصية بتقديم اعتذار أو بإبداء الندم، وهو ما تطالب به الجزائر باستمرار.
وضاعف ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفاً بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال “معركة الجزائر” عام 1957، ومندداً بـ”جرائم لا مبرر لها” ارتكبها الجيش الفرنسي خلال المذبحة التي تعرّض لها المتظاهرون الجزائريون في باريس في 17 أكتوبر 1961.
إلا أن مسألة الإعتذار التي تنتظرها الجزائر عن استعمارها، وطالبت بها كثيراً لطيّ ملف التوترات، لم تأت بعد.
وساعدت الرحلة التي قام بها ماكرون إلى الجزائر في آب على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها بين البلدين، بعد الأزمة التي أشعلتها تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي في تشرين الأول 2021 ، شكك خلالها بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.
شاهد أيضاً فورد يفّجر “مفاجأة” عن سبب رفض واشنطن للتقارب السوري-التركي