بريطانيا تهدد روسيا بسيناريو حرب وقعت قبل قرنين.. ماهي؟
هددت بريطانيا بـ«ركل» روسيا، وذكّرتها بحرب وقعت قبل نحو قرنين من الزمن، تحالفت فيها كل من بريطانيا وفرنسا مع الدولة العثمانية ضد روسيا.
وزير الدفاع البريطاني بن والاس قال إن «فوج الحرس الإسكتلندي ركل القيصر الروسي نيكولاي الأول في القرم عام 1853».
وأضاف قائلاً: «نحن دائماً نستطيع تكرار ذلك»
هي «حرب القرم» إذاً!
بدأت هذه الحرب كمعركة دورية بين روسيا والدولة العثمانية، وكان التفوق الروسي على تركيا واضحاً، فتدخّلت أساطيل فرنسا وبريطانيا إلى جانب العثمانيين.
تم إعلان الحرب، ووجدت روسيا نفسها وحيدة في مواجهة تحالف أوروبي إلى جانب الدولة العثمانية.
كان سبب الحرب الرئيسي هجوم روسيا على الدولة العثمانية حيث طالبت روسيا بفرض حمايتها على ممتلكات السلطان العثماني الأرثوذكسيّة.
كما كان هناك صراع روسي – فرنسي على امتيازات الكنائس الأرثوذكسية الكاثوليكيّة في الدولة العثمانية.
يقول أحد المؤرخين إن «السبب الحقيقي لدخول فرنسا وبريطانيا الحرب هو كي لا يتفوق الروس في الشرق الأوسط على حساب تراجع الدولة العثمانية رغم أنهم كانوا يريدونها ضعيفة أيضاً».
كانت الحرب صراعاً عالمياً شمل العديد من مسارح القتال المختلفة، وقعت معارك في البلقان وتركيا والقوقاز والبحر الأسود البلطيق والأبيض.
ولكن لاحقاً انتقل التركيز فقط إلى «شبه جزيرة القرم»، وشن حلفاء تركيا غزواً لشبه الجزيرة في أيلول 1854، وسقطت مدينة «سيفاستوبول» بيد الحلفاء.
تابعونا عبر فيسبوك
فقدت روسيا نحو نصف مليون جندي في الحرب، ودمر اقتصادها، وقبِل الروس أخيراً فكرة الهزيمة عام 1856، ووقّعوا «هدنة السلام» في مدينة باريس.
ردت روسيا للدولة العثمانية، بموجب الاتفاقية، المناطق التي استولت عليها وأهمها مدينة وقلعة قارس، التي كانت في حيازة القوات الروسية.
وردّ الحلفاء لروسيا جميع المناطق التي احتلوها، وهي بلدات وموانئ سفاستوبول، بالاكلافيا، كاميش، أوروباتوريا، كرتش، جنيكاله، بالإضافة إلى أراضٍ أخرى.
وتعهدت القوى العظمى باحترام سلامة أراضي الدولة العثمانية، وثبتت امتيازات فرنسا في الأماكن المسيحية المقدسة داخل الدولة العثمانية.
واتفق القصير الروسي والسلطان العثماني على عدم إقامة أي ترسانة بحرية أو عسكرية على ساحل البحر الأسود.
وكان الاتفاق فيما يخص البحر الأسود أضعف روسيا، ولم تعد تشكل تهديداً بحرياً على العثمانيين.
هذا ما تحاول بريطانيا اليوم تذكير الروس به، فهل تهديد بريطانيا في محله.. أم إن الزمن تغيّر؟!
شاهد أيضاً: «دونتيسك الشعبية».. أرض الانفصاليين