ترددت كلمة “سويفت” في الأيام الأخيرة، في وصف نظام، هددت به الدول الغربية، بطرد روسيا منه، بعد إعلانها عن عملية عسكرية في أوكرانيا.
“سويفت” هو اختصار لنظام الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، وأسست ركائز هذا النظام في مقر جمعية تعاونية في بلجيكا، بالقرب من العاصمة بروكسل.
تابعنا عبر فيسبوك
ويعتمد النظام على مبدأ كتابة وإرسال أوامر الدفع بين البنوك المختلفة في جميع أنحاء العالم، حيث لا تحتفظ سويفت بالأموال أو تحولها، ولكنها تسمح للبنوك بإبلاغها بالتبادلات التي تهمها.
ويضم النظام أكثر من 11000 مؤسسة في أكثر من 200 دولة، وفي العام 2021، نقل ما معدله 42 مليون رسالة في اليوم.
ما عواقب تعليق “سويفت” بالنسبة لروسيا؟
يضم نظام سويفت قرابة 300 بنك روسي، فإذا تم فصل البنوك الروسية بقرار من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة عن رسائل “سويفت”، فسيتعين عليها تنفيذ معاملاتها مع شركائها الأجانب بالطريقة القديمة، أي عن طريق الفاكس، وهو أمر يستغرق وقتاً طويلاً للغاية.
كما يمكن أن يتم ذلك عبر تبادل رسائل بريد إلكتروني أو رسائل من نوع “تليجرام”، لكنها تتطلب تدخلاً بشرياً ولا تقدم نفس ضمانات الأمان، وستكون تلك المعاملات أيضا “مملة وخطيرة”، وسوف تنطوي على مخاطر قانونية، لذلك سيكون هناك تأثير على الاقتصاد الروسي.
وتعتمد روسيا بشكل كبير على “سويـفت” في صادراتها الهيدروكربونية، والتي تبلغ مليارات الدولارات، بحسب موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي.
كما أن فصل البنوك الروسية عن سويـفت سيقلص حجم المعاملات الدولية، وسيؤدي إلى تقلبات أسعار العملات، وهروب رؤوس أموال هائلة إلى الخارج.
دولة اختبرت الطرد من النظام
تبرز إيران كدولة اختبرت العقوبات المرافقة للطرد من نظام “سويـفت”، فهي حُرمت من هذا النظام منذ 2021، وكان له تأثير هائل على اقتصادها.
وأقرّ المجتمع الدولي فصل 30 مؤسسة إيرانية من خدمات “سويـفت”، بما في ذلك بنكها المركزي، تماشياً مع عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضد إيران بسبب برنامجها النووي.
وبعد توقيع الاتفاقية النووية الإيرانية في العام 2015، أعيد ربط طهران بالنظام، ثم انفصلت مرة أخرى عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة في عهد دونالد ترامب في العام 2018.
ورغم التهديد الغربي بفصل روسيا من النظام المصرفي العالمي، فإن تأثيره قد يكون ضئيلاً بالنسبة لها، بالمقارنة مع إيران، فلدى روسيا نظام مشابه يدعى “إس بي إف إس”، وهو نظام خدمة رسائل مالية تأسس عام 2014 ودخل في الخدمة عام 2019.
شاهد أيضاً: ما تأثير الأوضاع الحرب في «أوكرانيا» على أسواق «الحبوب والنفط».. ؟!