وضع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” قوات الردع النووية الاستراتيجية الروسية في حالة تأهب يوم الأحد، مما أدى إلى تصعيد التوترات بشكل كبير في مواجهته مع الغرب بشأن الحرب في أوكرانيا.
«أظهرت لقطات تلفزيونية روسية لقاء جمع بوتين بوزير دفاعه ورئيس هيئة الأركان العامة وطلب منهم وضع الرادع النووي في “نظام خاص للواجبات القتالية”»، بحسب صحيفة “ذا دايلي تلغراف” البريطانية.
وأكد أن “التصريحات العدوانية” الصادرة عن القوى الغربية والعقوبات الاقتصادية الشديدة – والتي تشمل استبعاد البنوك الروسية من نظام المدفوعات العالمي السريع – هي الأسباب خلف هذا الإجراء.
وكان بوتين قد أثار بالفعل شبح اندلاع حرب نووية الأسبوع الماضي بعد تذكير الغرب بترسانة روسيا القوية عندما أعلن عزمه دخول أوكرانيا.
تابعنا عبر فيسبوك
ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا؟
رأت الصحيفة أنه و«على الرغم من أن روسيا قد خفضت بشكل كبير مخزوناتها من ذروة الحرب الباردة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بأكبر مخزون من الرؤوس الحربية النووية في العالم. وفقاً لمنظمة “Bulletin of the Atomic Scientists”، تمتلك روسيا حوالي 4447 رأساً حربياً، منها 1588 منتشراً على شكل صواريخ باليستية وقواعد قاذفة ثقيلة، مع ما يقرب من 977 رأساً حربياً استراتيجياً آخر و1912 رأساً حربياً غير استراتيجي في الاحتياط».
ورثت أوكرانيا أيضاً عدداً كبيراً من الأسلحة النووية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، لكن الدولة قررت نزع السلاح النووي بالكامل بموجب مذكرة بودابست لعام 1994، التي قدمت فيها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا ضمانات أمنية للبلاد».
نصت المذكرة على الصفقة المركزية: سوف تتنازل أوكرانيا عن كامل الترسانة النووية المتبقية داخل أراضيها، وفي المقابل ستضمن الدول الثلاث الأخرى أمن أوكرانيا وسلامة حدودها. لم يمنع هذا بوتين من إطلاق سلسلة من المزاعم الغريبة التي لا أساس لها من الصحة في خطابه بأن «أوكرانيا تنوي صنع أسلحتها النووية، وهذا ليس مجرد تفاخر».
في خطابه يوم الخميس الماضي، استرسل بوتين في عرض مسألة أن الولايات المتحدة لديها خطط لوضع أسلحة نووية على الأراضي الأوكرانية.
وقال المسؤولون الأميركيون مراراً وتكراراً إنه «ليس لديهم مثل هذه الخطط في البلاد، التي ليست عضواً في حلف الناتو».
وتابع الرئيس الروسي: «إذا حصلت أوكرانيا على أسلحة دمار شامل، فإن الوضع في العالم وفي أوروبا سيتغير بشكل جذري، خاصة بالنسبة لنا ولروسيا».
وأضاف: «لا يسعنا إلا الرد على هذا الخطر الحقيقي، خاصة وأن الرعاة الغربيين لأوكرانيا قد يساعدونها في الحصول على هذه الأسلحة لخلق تهديد آخر لبلدنا».
شاهد أيضاً: زيلينسكي يطالب بمنطقة حظر جوي والبيت الأبيض يردّ
ماذا سيحدث في حرب نووية ؟!
بحسب الصحيفة، «وفقاً لاتحاد العلماء الأميركيين، تتصدر روسيا العالم بـ 6200 سلاح نووي. تمتلك الولايات المتحدة 5600 بينما تمتلك فرنسا 290 والمملكة المتحدة 225، ويمكن لأسلحة الدمار الشامل أن تقتل مئات الآلاف من الأشخاص في وقت واحد. يتضمن صندوق حرب موسكو 527 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات (ICBMs)، وصواريخ باليستية تطلق من الغواصات، وقاذفات استراتيجية. يمكن للصواريخ البالستية العابرة للقارات الوصول إلى سرعة قصوى تصل إلى أربعة أميال في الثانية في حوالي 10 دقائق بعد الإطلاق، مما يعني أنه من المحتمل أن تصل الأسلحة إلى المملكة المتحدة من روسيا في غضون 20 دقيقة. يستعد نظام القيادة الروسي للحصول على سلطة إطلاق الأسلحة النووية في غضون 10 دقائق من الرئيس أو وزير الدفاع أو رئيس الأركان العامة، من خلال ما يعرف باسم حقيبة شيجيت النووية».
ما مدى احتمالية ذلك ؟!
ورأت الصحيفة أنه «طوال فترة الحرب الباردة، تم منع الصراع النووي عن طريق “التدمير المؤكد المتبادل”، وهو المبدأ القائل بأنه إذا أطلقت دولة ما سلاحًا نووياً وردَّت الدولة الأخرى، فسيتم تدمير كليهما. يتوقع معظم الخبراء أن الحرب النووية لن تحدث أبداً، بسبب التكلفة الهائلة المحتملة. قال جون وولفستال، مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي: «هذه ليست بظروف طبيعية. ويأتي الخطر الأكبر لاستخدام سلاح نووي من صراع أصغر يتصاعد بسرعة في ضباب الحرب».
وأضاف: «عندما تستخدم البلدان الهجمات الإلكترونية، عندما تحاول إضعاف القدرات التقليدية لبعضها البعض، والتي تدعم أيضًا القدرات النووية».