آخر الاخباررأس مال

ما هي انعكاسات الحرب الأوكرانية على الأسهم الأوروبية؟!

بعد عام على الحرب الأوكرانية، لا تزال موجة صعود الأسهم في أوروبا معرضةً لمخاطر التصعيد العسكري من الجانبين، واستمرار المخاوف من منعكسات إضافية تؤدي لمزيد من التضخم الاقتصادي لمختلف دول الاتحاد الأوروبي.

وبالرغم من تعافي الأسهم في المنطقة من انخفاضات أعقبت على الفور الحرب الأوكرانية، فهي الآن أكثر عرضة لصدمات قوية بعد موجة صعود بلغت نسبتها 8% العام الجاري، إذا ساءت الحرب، لن يؤجج ذلك الغموض الجيوسياسي في أوروبا فحسب، بل سيزيد الضغط على أسعار الطاقة والغذاء، ما سيضيف إلى التشاؤم الاقتصادي ويضغط على أرباح الشركات.

قالت صوفي لند ييتس كبيرة محللي الأسهم بشركة “هارغريفز لانسداون”: من الواضح أن السوق ترى أن المخاطر أقل، مقارنةً بفترة بداية الحرب، ورغم أن عناصر الموجة الصعودية مفهومة، فإن هامش الأمان في الأسهم الأوروبية تقلّص الأن، يعني ذلك أن أي تصعيد أو تقلبات غير متوقعة قد تؤدي لردة فعل قوية في السوق”.

وارتفع مؤشر الأسهم الرئيسي في أوروبا خلال 2023، إذ عززت إشارات تراجع التضخم والأرباح الأفضل من المتوقع التفاؤل الاقتصادي.

تابعونا عبر فيسبوك 

لكن الحرب لا تغيب عن أذهان المستثمرين، إذ يرى مسح شمل مديري صناديق في “بنك أوف أمريكا”، أن ازدياد المخاوف الجيوسياسية هو ثاني أكبر تهديد للأسواق بعد التضخم المصحوب بركود، ولا تتوقع الأغلبية التوصل لمعاهدة سلام خلال العام الجاري.

وقال إيمانويل كاو، المحلل الاستراتيجي في بنك “باركليز”: إن الاستقطاب بين الرابحين والخاسرين في الأسهم المقترن بضعف اليورو، يشير إلى أن بعض المخاطر لم تؤخذ في الحسبان.

وقفزت أسهم الطاقة الأوروبية 20% خلال العام الماضي، مع تحجيم روسيا لإمداد الغاز الطبيعي رداً على العقوبات، فيما هوت أسهم شركات العقارات المتأثرة بأسعار الفائدة بنسبة 29%. واستعاد اليورو جزءاً كبيراً من خسائره خلال أيلول، لكنه لا يزال أقل من مستوياته قبل الحرب.

تُظهر التطورات الأخيرة، أنه لا يمكن استبعاد حدوث تصعيد، فقد علّقت موسكو معاهدتها بشأن الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، في خطوة ذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها “خطأ فادح”، رغم قوله إنه “لا يعتقد أنها تشير إلى استخدام الزعيم الروسي أسلحة نووية في المستقبل”.

وتشمل المخاطر الكبيرة من الحرب احتمال حدوث أزمة طاقة، رغم أن الشتاء المعتدل ساعد أوروبا على تفادي حدوث أزمة هذه المرة، فقد تقل المخزونات من جديد إذا استمرت الحرب حتى مجيء الأشهر الأكثر برودة، كما ستقلص قفزة أخرى في تكاليف الطاقة أيضاً هوامش أرباح الشركات بشكل أكبر.

قالت شارلوت رايلاند، الرئيس المشارك بقسم الاستثمارات في “سي سي إل إيه”: ستظل الحاجة لاستبدال مصدر طاقة رخيص تاريخياً تمثل تحدياً”، ولا تتوقع “رايلاند” ارتفاع أرباح شركات النفط والغاز مرة أخرى هذا العام مع تراجع أسعار السلع الاستهلاكية من مستويات تاريخية مرتفعة.

ونظراً لأن الحرب فرضت تغييراً في مسار الاستثمارات طويلة الأجل للحكومات، فقد يتعزز الإنفاق على مصادر الطاقة المتجددة وشركات المعدات الدفاعية.

شاهد أيضاً : تركيا تحرّم خروج الدولار من أراضيها.. والسبب؟

زر الذهاب إلى الأعلى