عهد جديد في الشرق الأوسط برعاية الصين.. “حلحلة ملفات ودور متنامٍ”
تزامناً مع إعادة انتخاب الرئيس الصيني لولاية ثالثة كرئيس للبلاد، جاء الاتفاق السعودي الإيراني على عودة العلاقات بينهما برعاية صينية، ليؤكد على دور بكين المتنامي في الشرق الأوسط.
الاتفاق السعودي الإيراني الذي أعلن عنه الجمعة برعاية الصين، أنهى سنوات من القطيعة بين الرياض وطهران، والتي أثّرت على جميع دول الأزمات في المنطقة كسوريا واليمن.
وقع الاتفاق رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي مساعد بن محمد العيبان ووزير الخارجية الصيني وانغ يي.
تابعنا عبر فيسبوك
وتمّ الاتفاق على عقد اجتماعات بين وزيري خارجية السعودية وإيران لترتيب تنفيذ الاتفاق وعودة العمل الدبلوماسي بالكامل.
وينصّ الاتفاق على فتح السفارات بين البلدين خلال أسبوع أو مدة أقصاها شهرين، كذلك تفعل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بين البلدين عام 2011، واتفاقية التجارة الموقعة بينهما في 1998.
تأثير الاتفاق على المنطقة
من المتوقع أن يؤدي الاتفاق السعودي – الإيراني إلى حلحلة عدة ملفات في المنطقة، قد يكون أولها ملف الحرب اليمنية، بالنظر إلى دور الرياض وطهران الغالب في الملف.
من ناحية سوريا، قد تتجه الأمور إلى تسريع عملية التواصل بين دمشق والرياض، فالأخيرة كانت ترى في الدور الإيراني العائق الأساسي في الوصول إلى تفاهم مع الدولة السورية.
وبانتفاء الأسباب، فإن زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق أصبحت أقرب من أي وقت، وحتى يمكن الحديث عن حضور سوري في اجتماع الجامعة العربية المقرر عقده في الرياض خلال الفترة القريبة القادمة.
على صعيد لبنان، فإن تأثير الاتفاق سيكون على الملف الرئاسي الطارئ، عبر اتفاق الأفرقاء اللبنانيين على اسم يراعي مصلحة الجميع، بمن فيهم سوريا التي قد تعود إلى الساحة اللبنانية من خلال المقاربة القديمة “س – س”.
الأهم من ذلك، فإن الاتفاق يعبّر عن توجه جديد في المنطقة، يبعد الدور الأمريكي، ويؤسس لمرحلة قادمة، تكون فيها الصين الضامن الأساسي، مستفيدة من سياسة التخلي التي اتبعتها واشنطن منذ الانسحاب من أفغانستان.
دور صيني متنامٍ
الاتفاق يمثل تأكيداَ على أن الصين نجحت في زيادة نفوذها في الشرق الأوسط، وتغيراً في موقفها من السياسة الدولية، إذ لطالما لعبت بكين دوراً محايداً أو متقوقعاً من الأزمات.
ولا يبدو التحول الصيني من خلال الاتفاق بين السعودية وإيران فقط، فالصين أصبحت أقرب من الملف السوري، وهو ما قد يوصلها إلى مرحلة إعادة الأعمار بالتعاون مع الشريكين “الرياض وطهران”.
وإذا كان ينظر للاتفاق على أنه بداية عهد جديد في الشرق الأوسط بالنظر إلى أهمية التواصل السعودي – الإيراني، فإنه يمثل تحدياً للولايات المتحدة التي كانت اللاعب الدولي الأكبر في المنطقة.
وتحولت الصين عبر الاتفاق من لاعب اقتصادي وتجاري كما جرت العادة إلى لاعب سياسي يؤدي دوراً فاعلاً ومؤثراً في جميع الملفات، وهو دور متزايد ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما في إفريقيا أيضاً.
شاهد أيضاً: في انتظار الرد.. الخارجية الروسية تكشف موعد الاجتماع الرباعي!