20 عاماً على الغزو.. العراق “حكاية مستمرة من الآلام”!
دوي الانفجارات بدأ يسمع في بغداد الساعة 05:30 من صبيحة يوم 20 آذار 2003، وكان ذلك إيذاناً أمريكياً وبريطانياً بانطلاق عملية الغزو التي لم تدم مرحلتها الأولى أكثر من 26 يوماً.
أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة، رًوج لها جورج بوش الابن بتزييف الأدلة وتلفيقها كما تم التأكيد عليه لاحقاً، كما لم يجد الأمريكيون أي دليل يسند مزاعمهم عن علاقات لنظام صدام حسين بالإرهابيين، بقيت الديمقراطية، وهي لم تصل إلى العراق حتى الآن بعد 20 عاماً من غزوه.
لم يرف للولايات المتحدة جفن، واستبدلت تسمية غزوها المدمر والوحشي “الصدمة والترويع” باسم آخر هو “حرية العراق”.
بهذا الاسم في العام التالي 2004 نفذت الولايات المتحدة عمليتين ضخمتين لاحتلال مدينة الفلوجة، أعقبها صراع دام طويل استمر تسع سنوات، بعد أن كانت ظنت أنها احتلت العراق في أسابيع معدودة.
مهدت واشنطن لغزو العراق بإعلان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول لأول مرة في شباط 2002، عن احتمال “تغيير النظام” في العراق، في حين أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن عد في حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 أيلول 2002، صدام حسين “”خطراً جسيماً”، وتوعد بغداد بعمل عسكري لا مفر منه إذا رفضت الامتثال لمتطلبات الأمم المتحدة لنزع السلاح!
وبعد توقيع بوش على قرار للكونغرس يجيز استخدام القوة ضد صدام حسين، سمح مجلس الشيوخ الأمريكي في 17 تشرين الأول 2002 بأكبر زيادة في الاعتمادات العسكرية خلال السنوات الـ 20 الماضية، بمقدار 37.5 مليار دولار، لتصل إلى 355.1 مليار دولار.
تابعونا عبر فيسبوك
جورج بوش الابن وعد في خطابه للأمريكيين في 28 كانون الثاني 2003، بتقديم دليل على أن بغداد كانت تخفي أسلحة دمار شامل، وعرض علاوة على ذلك، قيادة تحالف مناهض للعراق في حالة نشوب صراع عسكري.
وبدأت عملية الغزو الأمريكي صباح يوم 20 آذار 2003 من دون تفويض من الأمم المتحدة، تحت قيادة القيادة المركزية الأمريكية ومقرها الرئيس في قاعدة ماكديل الجوية بولاية فلوريدا.
وعشية بدء الغزو الأمريكي دخلت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة المنطقة منزوعة السلاح على الحدود بين الكويت والعراق، وفي نفس اليوم، أمر جورج بوش ببدء الاجتياح.
بدأ الغزو بضربات بواسطة صواريخ كروز البحرية وذخيرة طيران دقيقة موجهة، ضد أهداف عسكرية استراتيجية وعدد من المنشآت الحكومية في مدينة بغداد، فيما بدأت القوات الأمريكية على الحدود بين الكويت والعراق في التمهيد بقصف مدفعي مكثف، عبرت إثره مفارز من مشاة البحرية وفرقة المشاة الآلية 3 الحدود العراقية الكويتية، وبدأت العملية البرية لاحتلال العراق.
احتلت قوات التحالف مركز البصرة في 6 نيسان 2003، كما تمت السيطرة بالكامل على مدينة كربلاء، وسقطت بغداد في 9 نسيان، تلتها كركوك والموصل يومي 10 و11 من ذات الشهر، فيما تمت السيطرة على تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين في 14 نيسان.
تابعونا عبر فيسبوك
وأعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في 1 أيار 2003 انتهاء العمليات العسكرية وبداية الاحتلال العسكري للعراق.
وقبض الأمريكيون على الرئيس العراقي صدام حسين في 13 كانون الأول 2003 في بلدة الدور بمحافظة صلاح الدين، وانتهى بهم المطاف إلى تسليمه لخصومه وإعدامه شنقاً في 30 كانون الأول 2006.
وعقب احتلال العراق، تفجر عنف طائفي أودى بحياة عشرات الآلاف من العراقيين، وتحول البلد لسنوات إلى ساحة للخراب والدمار تفجرت فيها نوافير دماء المدنيين الأبرياء.
بوقت لاحق في تشرين الثاني 2008، أقرت الحكومة والبرلمان العراقيان اتفاقاً بشأن انسحاب القوات الأمريكية من البلاد وتنظيم إقامتهم المؤقتة على أراضيها.
شتاء عام 2009، جرى سحب 90 ألف جندي أمريكي من البلاد، وتبقى في العراق بعد 31 آب 2010، أقل من 50 ألف جندي، فيما ألقى الرئيس الأمريكي حينها، بارك أوباما خطاباً للأمة في 31 آب 2010، أعلن فيه انتهاء المرحلة النشطة من “العملية العسكرية في العراق”.
وخلال حفل للمراسم، أنزل وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، راية القوات الأمريكية في العراق، ما يمثل رمزياً نهاية مهمتها، فيما غادر آخر رتل من القوات الأمريكية العراق في 18 كانون الأول 2011.
وشارك في عملية “حرية العراق” في أوقات مختلفة ما يصل إلى 49 دولة، وكانت أكبر الوحدات بعد الولايات المتحدة من نصيب بريطانيا وصلت إلى 45 ألف عسكري، وإيطاليا بعدد 3200 عسكري، وبولندا بـ 2500 عسكري، وجورجيا 2000 عسكري وأستراليا 2000 عسكري، فيما بلغ الحد الأقصى لعدد الوحدات العسكرية الأمريكية في العراق 170 ألف شخص.
وقتل للأمريكيين في عمليات غزو واحتلال العراق 4486 جندي وضابط أمريكي، فيما سقط للبريطانيين 179 عسكرياً، وفقدت 21 دولة أخرى 139 عسكرياً.
أما الخسائر البشرية في صفوف العراقيين فتقدرها بعض المصادر بـ 300 ألف شخص، في حين أن شركة ” IIACSS” البحثية تؤكد أن الرقم يصل إلى مليون شخص.
الأمر اللافت أن عملية الغزو الأمريكي للعراق التي بدأت في عام 2003، وانتهت رسمياً في 2011، لا تزال مضاعفاتها تعمل في هذا البلد ضاربة إياه بين الحين والآخر بما خلفته من أحقاد وعداوات وإرهاب وجد تربته الخصبة في أبو غريب والمعتقلات الأمريكية الأخرى.
شاهد أيضاً : توقيف 3 ضباط أتراك.. والضحايا سوريون على الحدود!